بدعم من جمعية الياطر للتنمية الاجتماعية في مدينة عكا وباشراف مدير المعارض في الجمعية منير قزموز، اقام الفنان العكاوي الشيخ محمد الفقيه (ابو يوسف) مطلع الاسبوع اول معرض فني له شمل مجسمات مصغرة لسفن وقوارب بحرية، وشارك بافتتاح المعرض العشرات من اصدقاء ومعارف ابو يوسف والعديد من اهالي عكا.التقينا ابو يوسف في قاعة المعرض وتجاذبنا معه اطراف الحديث عن فكرة اقامة المعرض ووضع اللمسات الاخيرة وقال: " دائما كنت اتمنى اقامة معرض خاص بي لتخليد تاريخ بحارة عكا، الى ان سنحت لي الفرصة بمساندة جمعية الياطر، وبدأت اجمع ما قمت من تجهيزه من مجسمات، وطلبت ايضا المجسمات التي كنت قد اهديتها لاولادي بمناسبة زواجهم لغرض اقامة المعرض، ولم يهدأ لي بال حتى انتهيت من صناعة مجسم لقارب صغير كنت قد بدأت العمل به قبل موعد المعرض واستغرقت صناعته حوالي سبعة ايام".الفنان محمد الفقيه- "ابو يوسف" وعن الادوات التي يستخدمها ابو يوسف في صناعة المجسمات قال:" استخدم خشب السويد في صناعة المجسمات، واقوم بجمع الاخشاب من عند معارفي من النجارين. والعمل على صناعة المجسمات يحتاج الى دقة حتى بتفاصيل صغيرة نسبيا وعلى هذا الاساس عدة النجارة المستخدمه هي بدائيه حيث استعمل مبرد الخشب والقدوم والفارة لانجاز اي مجسم". واشار ابو يوسف ان هذه الحرفه من الصعب تعلمها فهي بحاجة الى دقة متناهية وخاصة عند تجويف الخشب ليأخذ الانحناء المطلوب، فكل ضربة لها عنوان ويجب ان تكون في المكان المطلوب والا لما كان العمل متقنا.ويشار ان بعض زوار المعرض الذين اعجبوا بالقطع الفنية التي صنعها ابو يوسف وطلبوا منه شراء بعضها، الا انه رفض كل العروض بلباقة وعندما سألته عن السبب قال:" اعتز بكل قطعة اصنعها واعتبرها كقطعة من جسمي، فهل يعقل ان يقوم الانسان ببيع قطعة من جسمه".جانب من زوار المعرضبعد الاقبال الكبير على المعرض بدأت تدور في مخيلة ابو يوسف فكرة اقامة معارض اخرى وقال:" افكر باقامة معارض خارج مدينة عكا، لكي يتعرف الجيل القادم على تاريخ عكا البحري ولكي يبقى هذا التاريخ خالدا في اذهان الناس".فن ابو يوسف لم يأتي من فراغ فهو بالاصل نجار وعمل فترة طويلة في مجال تصليح وصيانة المراكب البحرية. فقد ولد الشيخ الفنان محمد يوسف الفقيه (ابو يوسف) في مدينة حيفا في عام 1931 وعمل بالنجارة، وفي عام 1948 تقاذفته احداث نكبة فلسطين مثلما تتقاذف امواج البحر السفن ونزح الى مدينة عكا واستقر فيها وبدأ عمله صيادا ثم انتقل للعمل في صيانة السفن والقوارب وسنحت له الفرصة العمل مع الريس علي حمادة الذي عرف بكنيته (الاسطه)، ويذكر ان الشيخ ابو يوسف حاول لاول مرة صناعة مركب بحري بطول ستة امتار الى انه لم يتقن العمل، وفي المرة الثانية نجح بصناعته بشكل متقن بعد ان قام بتصميم المركب ورسمه على خريطة.وفي عام 1975 انتقل ابو يوسف للعمل كمؤذن لجامع الجزار الى ان خرج للتقاعد في العام 2000. الفنان محمد الفقيه الى جانبه مدير المعارض في جمعية الياطر منير قزموزصورة عائلية للفنان محمد الفقيه مع احفاده
الفنان محمد الفقيه وزوجته
جانب من زوار المعرض