هل تعاني الفتاة العربية من التردد والخوف؟ هل يقتصر ذلك على الفتيات العربيات؟ من هو المذنب في ذلك؟ وهل الفتاة العربية هي الضحية؟اسئلة لا بد من طرحها وقضية لا بد من ان تفتح للنقاش والحوار.ففي وسط مجتمع عربي تطغى عليه المثل والقيم الشرقية, تجد الفتاة نفسها أسيرة قيود شتى تفرض عليها من قبل مجتمع كامل. ولكن هذه القيود والحدود التي توضع أمام الفتاة في ميادين الحياة المختلفة, تتفاوت في مدى إحكامها أو حتى تقبلها من فتاة الى اخرى.
رنا حكيموكثيرا ما تقع الفتاة نتيجة لذلك في صراع باطني ما بين الممنوع والمسموح, ما بين النعم واللا, ما بين الصح والخطأ, ما بين الصحيح والأصح.هذا ومن الواضح ان الأهل عادة هم العامل الاساسي الذي يحد من حياة الفتاة,و لكن ذلك على الارجح ينبع من خوفهم وقلقهم عليها, أو لعل السبب الرئيسي في ذلك يختبئ وراء تلك المحبة وذاك القلق ويرجع الى رغبتهم في تفادي ذلك المجتمع الثرثار الذي لا يترك الفتيات وشأنهن ابدا. وكأن القيود التي تفرض على الفتاة من قبل أهلها لا تصدر عن عدم ثقة بها انما عن عدم ثقة بالمجتمع.لهذا فدائما لا بد من تكرار: هذا ممنوع وهذا عيب وتلك مصيبة وذاك مستحيل ..ألخ. ودائما هناك التحذير ولفت الانتباه حتى لأقل الامور التي لا حاجة فيها الى ذلك. وتتردد العبارات والكلمات على مسامعنا باستمرار: اياكي, احذري, لا تفعلي, توقفي, كفّي, حسنا ولكن ... فعادة ما تواجهنا جمل الاستئناف ودائما هناك ما يعلل ذاك الاستئناف أو ذلك الرفض.لا اريد ان اكون شمولية في حديثي ولا اريد أن اجزم واغالي, لكنني اتطرق الى قضية واقعية وملموسة يعاني منها عدد كبير من الفتيات.باتت الفتاة العربية تشعر وكأنها مراقبة, تلاحقها النظرات وتتسلط عليها الاضواء في كل مكان وزمان. وكأن عليها رقابة صارمة من قبل العامة من الناس. فإن خرجت قالوا خرجت وإن فعلت قالوا فعلت وأن قالت قالوا قالت وإن مشت مع فلان أو فلانة قالوا مشت وإن لبست قالوا لبست وإن خلعت قالوا خلعت.وبناء على ذلك الواقع فإنه لمن الصعب جدا على الفتاة أن تحيا في مجتمع كهذا ينتقدها بشكل مستمر ودائم, في مجتمع اصبح فيه التحكم في تصرفات الفتاة والتدخل في مسار حياتها واجب الزامي. فالتوقف عند كل كبيرة وصغيرة في حياتها من قبل الاخرين يزرع في قرارة نفسها ترددا وخوفا, ويمنحها احساسا ان كل ما تقوم به واقع ما بين الممنوع والمسموح, ما بين النعم واللا, ما بين الناقص والكامل, ووقتئذ لا شيء مطلق. فيصبح اتخاذ القرار وحتى ابسط القرارات صعبا في حياتها لأن خلفه تكمن عواقب عديدة, وهناك مجتمع ثرثار ينتظر منها اشارة لينهال عليها بالنقد والرفض, ليحولونها علكة في الفم يعلكونها كما يشاؤوون, يحرّفون في الحقائق حتى تشويهها.لماذا هذا الاهتمام الزائد بشؤون الفتيات وخصوصياتهم؟ لماذا لا بد من فرض القيود على الفتاة العربية من أجل تفادي كلام الناس أو في الواقع لتفادي ثرثرتهم ؟ان الخوف والتردد هما عائقان يقفان في طريق تقدم المرأة. فمتى سيعي المجتمع أهمية ترك الاخرين وشأنهم؟ والى متى ستبقى الفتاة العربية أسيرة خوفها وترددها؟
* موقع العرب يدعو كل فتاة لها رأي او موقف او قضية اجتماعية تريد ان تطرحها من على منبره ارسال مقالها مع صورتها الشخصية لننشره في زاوية صبايا.