المنارة تشارك لأول مرة في مسيرة الميلاد 2015 في الناصرة

كان وفد المنارة مختلفا وتوقف نظر المحتفلين المصطفين على جانبي الطريق توقفا طويلا وبإمعان عند هذا الوفد الذي طرح فكرة الميلاد بنكهة خاصة

شاركت المنارة عشية عيد الميلاد بمسيرة الميلاد التقليدية التي تنطلق من تلة مرتفعة تشرف على مدينة الناصرة بجوار مقام السيدة العذراء لتقطع أحياء وصولا الى شارع بولس السادس وإنتهاء عند مشارف كنيسة البشارة للاتين.

خلال الإحتفال 

document.BridIframeBurst=true;

كان وفد المنارة مختلفا وتوقف نظر المحتفلين المصطفين على جانبي الطريق توقفا طويلا وبإمعان عند هذا الوفد الذي طرح فكرة الميلاد بنكهة خاصة. فقد تألف وفد المنارة من مجموعة من الأشخاص مع إعاقة بينهم طلاب بسيخومتري استعدوا للامتحان في جمعية المنارة التي وفرت لهم المواد بأساليب متاحة سواء بطريقة برايل أو بالتكبير علما أن بعضهم وصل من منطقة المثلث الشمالي وشاركوا افراح المحتفلين، بل ولعبوا دورا مركزيا فيها من خلال المشاركة بالمسيرة، وكان لهذه الخطوة الأثر الأكبر على نفوسهم وكذلك على نفوس المشاهدين الذين حظوا بدورهم بتجربة غير مسبوقة بادرت اليها المنارة من موقعها كجسم مبادر الى التغيير المجتمعي من خلال النقر على خزان الوعي وقلب المفاهيم النمطية وكسرها بل وطرح مفهوم قريب الى الواقع بكل ما يخص الشخص مع اعاقة وإيلائه موقعا مركزيا أو حتى عاديا وليس تهميشه وإقصاءه.

ويعلق المحامي عباس عباس مدير عام المنارة على هذه المشاركة بالقول: " قررنا المشاركة هذه السنة بهذه المسيرة الميلادية التي تستقطب أبناء المدينة لنوصل رسالتنا المزدوجة، أولا رسالة محبة وإخاء وتعاضد وأمنيات بالفرح والسلام لجميع المحتفلين، أما الرسالة الثانية والتي لا تقل أهمية فهي رسالة اجتماعية تتعلق بمفاهيمنا وإعادة ترتيب هذه المفاهيم وإيصال الصوت والصرخة بأن الشخص مع اعاقة من حقه أن يشارك الجميع الحيز العام وأن يكون حاضرا بمسيرة الميلاد وفي سائر المناسبات مثله مثل أي شخص آخر لينال حصته من الفرح والدفء والعلاقات الاجتماعية السوية المبنية على التعاضد والأخوة والمحبة".

الأم تدفع بإبنها الى موكب المنارة

ولعل أبرز وأقوى مشهد سيبقى عالقا في الأذهان هو مشهد الأم التي دفعت بابنها وهو على كرسي عجلات باتجاه مركز الحدث ليلتحق بوفد المنارة المشكل بدوره من مجموعة أشخاص مع اعاقة. هناك أطلقت هذه الأم صرختها وبين هذا الوفد القريب الى الناس بالرغم من كل الاختلافات ارتأت أن تزج بابنها ليشعر بأنه قادر على ان يكون واحدا من الكل مثلهم مثله يشارك في الحيز العام ويشارك المحتفلين أفراحهم بفرحته الصغيرة وفرحة أمه التي لا تشبهها أي فرحة.

تلك كانت مسيرة الميلاد التقليدية لعام 2015 وتلك كانت لمسة المنارة بخصوصيتها الدقيقة على هذه المسيرة التي لم تكن تقليدية قط هذه المرة.