نوح ابراهيم شاعر وشهيد ثورة -حلقة 2

نوح ابراهيم شاعر وشهيد  ثورة 1936- 1939م ( الحلقة الثانية ). على الرغم من شخصية نوح القوية , وهيئته الجميلة . وشبابه اليافع لا أنه لم يتزوج ولم يفكر بالزواج . بل نذر حياته للنضال والكفاح حتى تحرير البلاد من نير الإستعمار .. ولربما كان يحلم بزوجة جميلة علق آماله عليها. لكن لم تكن هناك أية إشاره لقصيدة أو لبيت من الشعر تشير لمثل هذا النوع من العلاقة. وكأن عروسه هي تلك المحبوبة التي إختطفت يوم عرسها. وأقسم نوح الا يتزوج إلا بعد إعادتها فيكون الفرح فرحين. ورغم سعيه المستميت لإنقاذ عروسه إلا أنه استشهد في معركة غير متكافئة وهو يدافع عنها.ففي 18.10.1938 قامت قوة بريطانية بتطويق بعض القرى في الجليل بحثا ً عن الثوار, وخلال البحث ومن خلال طائرة الإستكشاف التي كانت تحلق فوق المنطقة تمكنت القوات البريطانية من اكتشافهم وأعطت الجنود الأوامر باطلاق الرصاص عليهم, وقد قامت بالقاء الحمم عليهم. فسقط نوح وزملاؤه شهداء, وقبل أن يستشهد , إحتضن عروسه ولفها بذراعيه مخضبا ثراها بدمه الطاهر متحديا ً المستعمر الغاصب , ليقول له هذه هي زوجتي وحبيبتي ومعشوقتي , فمن أجلها نحيا ومن أجلها نموت.وفي طمرة القرية الجليلية المطلة على السهل الساحلي وفي إحدى مدافنها الخرساء, هناك أربعة قبور لأربعة شهداء قد ددفنوا سرا ً على أيدي أهالي البلد , بعد أن وجدوهم في بئر ماء في جبل الصنيبعة القريب من القرية.وتكريماً لهؤلاء الشهداء قامت لجنة المبادرة لأحياء ذكرى نوح ابراهيم والمجلس المحلي في القرية بإقامة نصب تذكاري للشاعر الشهيد نوح ابراهم . وقد كتب على النصب العبارة التالية:" ضريح الشهيد الشاعر الشعبي الفلسطيني نوح ابراهم الذي إستشهد سنة 1938 في معركة مع جنود الإستعمار البريطاني خلال الثورة الفلسطينية التي بدأت سنة 1936 له الرحمة".أما الثوار الذين استشهدوا معه فهم:1- محمد خضر قبلاوي- مجد الكروم2- عز الدين خلايلة – مجد الكروم3- أبو رعد – ثائر سوري وهكذا إنطوت صفحات من حياة الثائر الشاعر الذي إستشهد في ترى فلسطين وإنتهت حياته إلا أن المعركة لم تنته بعد. ومن قصائده أخترت هذه القصيدة الشعبية والتي تقول : يا جناب المستر بيلي... "نداء خاص موجه الى جانب المستر بيلي وكيل حاكم اللواء الشمالي بحيفا بمناسبة الأحكام الصادرة على عدد كبير من خيرة أبناء البلاد وإعتقالهم بموجب قانون منع الجرائم في سجن عكا المشهور."  ي جانب المستر بيلي  وكيل اللواء الشمالي أحكامك شديده كتير  كان بدها عدالي  على شوية رابورات  كلها عجيبة وخيالات صرت تحكم بالأبعاد  والنفي والكفالات شيء عضو ارهابي  وشيء عضو عصابات وكلها والله تركيبه  ما إلها جنس الإساسات  تحاكمنا بموضة جديده  وفي أحكام شديده شيء بتهريب السلاح  وشيء بتهم عديده منعتوا الواحد يحكي  إيبين براءتو الأكيده كل منا كان بيشكي   بيتظلم من هالمكيده صارت قراءة القرأن  والصلاة جرم كمان؟ قانون منع الجرائم...  احكامو زي السدان من حيفا جبتو والناصرة  ومن طبريا ومن بيسان صفد إجزم والطيره  علما شيوخ وشبان     يجناب المستر بيلي  ادركتوها بالآخير  حيث شفتو الأمر خطير ولما عرفتوا براءتنا  وانا مظلومين كثير منتأمل ما تعيدوها  وتأخذوا المسألة بالتفكير وهالسمعة تحفظوها  مابيلزم الكم تفسير    يجناب المستر بيلي ملاحظة هامه: لا بد أن نسجل في هذه المناسبة أن أخواتنا المعتقلين عندما يئسوا من الخروج اعلنوا الإضراب عن الطعام , وبقوا خمسة أيام وسبع ساعات دون أكل وشرب !!! حتى أشرفوا على الخطر وكان منظر أهلهم وذويهم يفتت الأكباد , فأضربت عكا وحيفا إحتجاجا ً حتى أذعنت السلطة للحق وأطلقت سراحهم أفواجا ً بكفالات حسن سلوك عادية معقولة , ففي سبيل الله والوطن ما يلاقي أبناءه.