كيف نرُد على العنصرية/ بقلم: توفيق نجّار

توفيق نجّار في مقاله:

شجرة السم تحرضّ ضد العرب والديمقراطيين أمّا نحن فإمّا أن ننجر وهذا يفيدهم هم وإمّا أن نقاوم العنصرية بالثقافة والفن بالندوات والأمسيات

نتواصل مع أهالينا، نغني ونتعلم، ومكان الشجرة نزرع حقلًا ومن ردم البيت نعمّر جيلًا هكذا نرُد على العنصرية

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

داهمني الوقت ككل صباح ولم أقرأ عناوين الجريدة، فتحايلت على فضولي وأجّلت الواجب اليومي نصف ساعة... لأستمع الى نشرة الأخبار عبر الراديو في السيارة وأنا بطريقي من البلد التحتى الى التخنيون.

أزعجني الخبر السيئ -حرق كنسية الطابغة على يد زمرة من سوائب اليمين- فتحايلت على نفسي للمرة الثانية بنفس اليوم وأجّلت التفكير والتحليل ومتابعة الخبر حتّى أنهي حل الوظيفة المهمة.

بدّلت محطة الراديو بمشغّل الأغاني فلعل الموسيقى ترطّب حرّ حرقة الخبر. فجاءت كلمات الأغنية تقول:

"دينك جنسك ولّا لونك

ما بيفرق عندي غير كونك"

مغني الأغنية هو الفنان شادي دكور وكاتبة الكلمات هي الأديبة راوية بربارة، أمّا المعاني فهي ردنا على العنصرية...

شجرة السم تحرضّ ضد العرب والديمقراطيين، أمّا نحن فإمّا أن ننجر وهذا يفيدهم هم، وإمّا أن نقاوم العنصرية بالثقافة والفن، بالندوات والأمسيات.

وصلت الى التخنيون...

وأوّل ما فعلته كان أن باركت لطالبٍ حصل على تفوّق وهو يتعلم هندسة الكهرباء. وآخر النهار سأزور معرضًا للطالبة الفنانة راية نجار في جامعة حيفا.

أخيرًا أرجو النجاح لشادي الذي أطربني في الصباح، وتحية له ولكل فناني وفنانات شعبنا...

نتواصل مع أهالينا، نغني ونتعلم، ومكان الشجرة نزرع حقلًا، ومن ردم البيت نعمّر جيلًا... هكذا نرُد على العنصرية.

* الكاتب -أكاديمي في معهد التخنيون 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net