اخبار الكنيست

نعم للتأثير ولا للتنظير/ بقلم: المحامي توفيق الطيبي

كل العرب 16:29 15/03 |
حمَل تطبيق كل العرب

المحامي توفيق الطيبي في مقاله:

إن من يطالب بالامتناع عن التصويت يقول أنه لا يبالي ما هي نتيجة الانتخابات البرلمانية وكأنه يعيش في كوكب آخر لا يتأثر بشكل يومي مما يشرعه البرلمان الاسرائيلي وتنفذه الحكومة الاسرائيلية

مشروع القانون الذي سيحاول اليمين تمريره في الكنيست القادمة يضع يهودية الدولة فوق كل شيء، مما يلزم الجهاز القضائي وسائر الأجهزة بتفضيل يهودية الدولة على ديموقراطيتها في جميع مجالات الحياة

 النضال البرلماني هام ولكنه غير كاف وهو ينضم الى سائر وسائل النضال مثل النضال الشعبي والنضال الحقوقي والقانوني والنضال الدولي وغيرها 

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

ما يميز هذه الانتخابات أنه ولأول مرة تتحالف الأحزاب العربية ضمن قائمة مشتركة وعلينا أن نعطي فرصة لهذه القائمة أن تثبت مدى مصداقيتها في طرحها الوحدوي لا أن نحبطها وندعو لها بالفشل قبل ولادتها

مع إقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، على كل مواطن عربي أن يسأل نفسه السؤال التالي: هل رفع الضرر وتخفيف المعاناه وسد الفجوة ومواجهة العنصرية واستحقاق الحقوق يأتي من خلال الجلوس في البيت واللامبالاة والتنظير أم أن ذلك يتم من خلال المواجهة والنضال في جميع الساحات النضاالية لا سيما الساحة البرلمانية؟

إن من يطالب بالامتناع عن التصويت يقول أنه لا يبالي ما هي نتيجة الانتخابات البرلمانية وكأنه يعيش في كوكب آخر لا يتأثر بشكل يومي مما يشرعه البرلمان الاسرائيلي وتنفذه الحكومة الاسرائيلية. ومن الجدير بالذكر أن الامتناع عن التصويت للجماهير العربية يؤدي الى ارتفاع قوة الاحزاب الصهيونية الكبيرة، وخصوصا اليمينية منها، وذلك بناء على قانون الانتخابات الاسرائيلي وقانون "بدر عوفر" لطريقة حساب الأصوات في الانتخابات الاسرائيلية.

ويجب الانتباه أنه سيطرح على جدول أعمال الكنيست القادمة مشروع قانون "يهودية الدولة"، الذي حاول نتانياهو تمريره بالفترة الأخيرة وقد رفض نتنياهو إدخال الحق بالمساواة الفردية والجماعية كحق دستوري ضمن مشروع القانون. كما وأن مشروع القانون الذي سيحاول اليمين تمريره في الكنيست القادمة يضع يهودية الدولة فوق كل شيء، مما يلزم الجهاز القضائي وسائر الأجهزة بتفضيل يهودية الدولة على ديموقراطيتها في جميع مجالات الحياة. وهذا بحد ذاته يزيد من التدهور والاساءة الى المكانة الحقوقية المدنية والجماعية للأقلية الفلسطينية في الداخل. ومما لا شك فيه أن النضال البرلماني لوحده هام ولكنه غير كاف وهو ينضم الى سائر وسائل النضال مثل النضال الشعبي والنضال الحقوقي والقانوني والنضال الدولي وغيرها من الوسائل المشروعة. هذه الوسائل النضالية تكمل

بعضها البعض وتدعم بعضها البعض وأي تعطيل لإحداها يؤثر سلبا على سائر وسائل النضال.

ما يميز هذه الانتخابات أنه ولأول مرة تتحالف الأحزاب العربية ضمن قائمة مشتركة، وعلينا أن نعطي فرصة لهذه القائمة أن تثبت مدى مصداقيتها في طرحها الوحدوي، لا أن نحبطها وندعو لها بالفشل قبل ولادتها. علينا الابتعاد عن النظرة السوداوية وعلينا أن نكون ايجابيين في نقدنا وعدم تصوير الأمر دائما باللون الأسود.  هنالك انتقادات ولربما هنالك تقصير هنا وهناك، بالعمل السياسي، والمطلوب تحسين الأداء وليس المطلوب الاحباط وتدمير كل ما

بني.

على قيادات الجماهير العربية أن تعمل على نشر هذه الرسالة الوحدوية الى كافة كوادر العمل الميداني والعمل الشعبي والى كافة شرائح المجتمع العربي، كي يتم طي صفحة من النفور والتشرذم وفتح صفحة جديدة من تظافر الجهود والتعاون بين جميع أطياف المجتمع واحترام الاختلافات الفكرية، مع مراعاة ضروريات كل مرحلة وأولويات كل مرحلة، وعدم الوقوع في مأزق جعل الخلافات الأيديولوجية وكأنها هي المطروحة للبحث.

كلنا ندرك أنه ضمن الأولويات الحالية لنضال جماهيرنا وطبيعة المرحلة فإن المطروح هو العمل على تغيير هوية الدولة من دولة اتنوقراطية الى دولة ديموقراطية، مع الحفاط على الحقوق القومية والجماعية والثقافية والدينية واللغوية للجماهير الفلسطينيه في الداخل. هذا لا يعني الغاء الاختلافات الايديولوجية بين الاحزاب المختلفة ويحق لكل حزب الحفاظ على ايديولوجيته وهويته دون المس بالعمل الوحدوي المشترك بين الاحزاب المختلفة، وعلينا تغليب المتفق عليه وهو كثير على المختلف عليه وهو قليل أو ليس من اولويات المرحلة.

ولهذا فإن الجماهير العربية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتحمل المسؤولية الوطنية وتكثيف التصويت بغزارة لدعم القائمة المشتركة الموحدة وإعطائها فرصة لاثبات نفسها، وبهذا نكون قد أعطينا لأنفسنا ولأبنائنا أملا بدلا من التقوقع والاحباط ولعن الظلام والبكاء على الاطلال الذي لا يجدي نفعا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio