اخبار محلية

سلطان باشا الأطرش الشخصية والقيادة

07:24 04/06 |
حمَل تطبيق كل العرب

إذاعة دمشق تستهل نشرات الأخبار صباح الجمعة 26/3/1982 بإذاعة الخبر والبيان التالي: نعى الرئيس حافظ الأسد بشديد الحزن والأسى المغفور له سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الذي توفاه الله صباح اليوم عن عمر يناهز التسعين عاما قضاه في النضال ضد الاستعمار ومن اجل استقلال الوطن وتحقيق أهدافه الوطنية والقومية... وسيظل إسمه في تاريخ قطرنا مقرونا بالكفاح الوطني بكل ما يعنيه من عزيمة صلبة وإيمانا بالهدف وتصميما من اجل وصوله.وكان المناضل العربي الكبير سلطان باشا الأطرش قد انتقل لرحمة الله تعالى الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم وقد سجي جثمانه الطاهر في مسقط رأسه في القريا منذ صباح اليوم حيث سينقل جثمانه إلى الملعب البلدي في السويداء صباح الأحد القادم ثم يشيع  بعدها من هناك إلى مسقط رأسه بالقريا حيث يوارى جثمانه الطاهر الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم نفسه إلى مثواه الأخير وخلال الفترة من العاشرة من صباح الأحد حتى الواحدة من ذات اليوم ستقطع إذاعة دمشق برامجها العادية وتكتفي بإذاعة آيات من القرآن الكريم...ونقدم فيما يلي نبذة عن حياة المناضل العربي الكبير سلطان باشا الأطرش.ولد سلطان الأطرش بن ذوقان عام 1888 في بلدة القريا في جبل العرب ، ساهم في معارك الوطن ضد المستعمر التركي ولبى نداء الثورة العربية الكبرى وكان أول من دخل دمشق مع رفاقه الثوار المناضلين بعد تحررها من المستعمر العثماني.. ثم هب المناضل سلطان الأطرش ورفاقه الثوار لنجدة المناضل الكبير يوسف العظمة في معركة ميسلون 1920 إلا أن المعركة حسمت قبل وصولهم حيث قال سلطان يومها "لم نخسر الحرب وقد خسرنا المعركة فقط ".وفي عام 1925 أجمعت قيادات المناطق السورية الثائرة ضد المستعمر الفرنسي في جبال اللاذقية وحماة وحلب وحمص ودير الزور والغوطتين ودمشق وعموم بقاع سوريا، أجمعت على تسليمه قيادة الثورة السورية الكبرى التي دخلت التاريخ العربي كرمزا بارزا للبطولة والتضحية والفداء.. حيث كانت هذه الثورة صخرة الأساس لاستقلال الوطن وتحرره من المستعمر الغاشم .. "هذه مقتطفات مما أذاعته إذاعة دمشق يوم وفاة سلطان الأطرش وهي إن دلت على شيء فإنها تدل على عظمة هذه الشخصية القيادية.لقد عاصر سلطان أربعة عهود : التركي ، العربي ، الفرنسي ، وعهد الاستقلال ومن هنا فإن دراسة سيرة سلطان الأطرش على مدى العهود الأربعة تتطلب أيضا دراسة العلوم الاجتماعية  لأنها تساهم في فهم الشخصيات القيادية فعلم الاجتماع يعرف القائد انه الشخص الذي يقود جماعة من الأفراد ويؤثر في سلوكهم ويوجه عملهم لتحقيق الأهداف وفعلا فقد مثل سلطان نموذجا للقيادة غير الرسمية التي تنبع من داخل الجماعة وتظهر بصورة تلقائية .وتنطبق على شخصية سلطان نظريات القيادة في علم النفس الاجتماعي كنظرية الرجل العظيم ونظرية السمات . فقد وهب الله سلطان من المواصفات الواجبة للقائد والسمات المطلوبة التي جعلته قادرا على أداء القيادة  والحقيقة أنه قلما تجتمع كل المواصفات في قائد واحد إلا أن سلطان كان يجمع جميع مواصفات وسمات القيادة فقد كان سلطان ممتلئ الجسم مع ميل إلى الطول ،عريض المنكبين ، غزير الشاربين ،جهوري الصوت ، حاد النظر ومهيب الطلعة وهذه من السمات الجسمية التي يجب أن تتوفر عند القائد حسب نظرية السمات في علم الاجتماع  وقد عرف سلطان بحكمته وذكائه وبعد نظره وهي من السمات العقلية في علم الاجتماع .أما من السمات الانفعالية فقد توفرت في شخصية سلطان القيادية الثقة بالنفس ، الشجاعة ، الارادة ، الحزم ، هدوء الأعصاب الحذر وتقمص مشاعر الآخرين ... وكذلك توفرت  فيه السمات  الاجتماعية . فقد كان محبا للوحدة و التعاون ، يشارك في الأنشطة الاجتماعية يميل إلى روح الفكاهة وغيورا على ابناء قومه .وهناك أيضا السمات العامة التي إنطبقت على شخصية سلطان القيادية مثل التواضع ، الأمانة ، الصبر ، قلة الكلام  وكثرة التفكير والتمسك بالقيم الروحية والاجتماعية .وأخيرا أود أن أنوه أني  في مقالتي هذه حاولت ألخروج عن ألمألوف في  ألدراسات ألتي تتناول شخصيات تاريخية من نواحي سياسية وعسكرية دون ألتعمق في الجانب ألاجتماعي والنفساني في مكونات ألشخصيات وهو جانب هام في دراسة سيرة ألشخصيات ألتاريخية ومنها سيرة " سلطان باشا الأطرش  ". 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio