البروفيسور جمال زيدان: اقف اجلالاّ لشاعرنا سميح القاسم قاهر المرض

البروفيسور جمال زيدان:

القاسم كان صبورا يتحمل المرض دون أن يتأوه أنا مختص في هذا الموضوع منذ ثلاثين عاما وأقابل مرضى وأطباء وعلماء ولكن نادرا ما رأيت شخصية تصمد أمام هذا الألم مثله

سميح القاسم بالنسبة لي بمثابة أخ أكبر ومعلم وقائد، فأنا أعرفه منذ سنوات عديدة وقبل المرض الشاعر العربي الكبير المناضل القوي الكبير الذي تشبث بالأرض والذي أبى أن يرحل منها، وهو من مناضلي الشعب الفلسطيني الكبار

عبر البروفيسور جمال زيدان مدير قسم الاورام السرطانية في مستشفى زيف في صفد، والذي كان الطبيب المرافق لعلاج الشاعر سميح القاسم عن مشاعره الاخوية تجاه الراحل قائلا: "سميح القاسم بالنسبة لي بمثابة أخ أكبر ومعلم وقائد، فأنا أعرفه منذ سنوات عديدة وقبل المرض، سميح الشاعر العربي الكبير، المناضل القوي الكبير الذي تشبث بالأرض والذي أبى أن يرحل منها، وهو من مناضلي الشعب الفلسطيني الكبار".

وأضاف زيدان:" بالنسبة لفترة العلاج، في شهر أيار سنة 2011 ، كان المرض كان قد تفشى في كبده، وفوجئت من صبر وتفاهم سميح ومدى ادراكه، وعلى سبيل المداعبة في أول جلسة عندما شرحت له عن المرض قلت له أنت لست فقط بشاعر وانما بطبيب أيضاً، وذلك لمدى المعلومات العامة التي يعلمها. القاسم صبورا، يتحمل المرض دون أن يتأوه. أنا مختص في هذا الموضوع منذ ثلاثين عاما وأقابل مرضى وأطباء وعلماء ولكن نادرا ما رأيت شخصية تصمد أمام هذا الألم مثل سميح القاسم، كان يجب أن نقنع سميح بالعلاج فلولاه كان من الممكن أن يعيش فقط لثلاث أشهر، وقد توفقنا في العلاج، وتوصلنا الى فترة ثلاث سنوات دون مرض، ولكن في الأشهر الأخيرة بدأ يتفشى المرض من جديد في جسمه وقد اجتهدنا وحاولنا كثيراً لإحضار أدوية جديدة من خارج البلاد مثل أوروبا واليابان، ولكن للأسف حالته تدهورت أكثر".

وخلص زيدان:" تجمعني ذكريات خاصة مع سميح في المستشفى، فعندما كان يأتي لتلقي العلاج منذ الصباح الى ما بعد الظهر ويعود مع العائلة الكريمة، فكان ياتي حاملا القهوة والمسليات فنشعر نحن الأطباء وكأنه فتح لنا مضافة، وقد استولى على قلوب كل الطاقم الطبي من الممرضات وسكرتيرات وأطباء وأنا شخصياً وكسب حبنا بسهولة".

البروفيسور جمال زيدان