شعر

في الشارعِ الخامسِ - بقلم: نمر سعدي

16:48 22/05 |
حمَل تطبيق كل العرب

منذُ مساءٍ طاعنٍ في عهرهِ , عرفتهُ فتىً كنهرٍ ضائعٍ في أبدِ الصحراءِ كانَ هادئاً وناعسَ العينينِ والمسحةِ كابنِ النبلاءِ , مائعاً جمالهُ مُهذَّبٌ , مشذَّبٌ , وصوتهُ مُقصَّبُ الصباحِ والمساءْ نظرتهُ / بسمتهُ , مصيدتانِ للَّتي ما رجعت يوماً إلى أحلامها البيضاءِ أو جنتِّها الخضراءْ نموذجاً مُطوَّراً عرفتهُ , لكلِّ ما الذئبِ من قساوةٍ لكلِّ ما في الثعلبِ الأحمرِ من دهاءْ مُحتالُ عصرِ النتِّ والبورصةِ والعولمةِ الهشَّةِ والفضاءْ يمزجُ عبقرِّيةِ الخداعِ والزيفِ بعبقرِّيةِ الذكاءْ لكنني مستغربٌ لوهلةٍ , كيفَ استطاعَ ذئبهُ استدراجَ آلافَ الظبِّياتِ .... استطاعَ نَسرهُ استدراجَ آلافَ اليماماتِ ؟ كأنَّما كلامهُ المُصَّفى مثلَ طُعمٍ نافذٍ في الغيبِ في صنَّارةِ القضاءْ كيفَ استطاعَ ذلكَ الفتى الوسيمُ الناعسُ العينينِ والمهّذَّبُ الجمالِ والكلامِ -      لن أفهمَ بعدَ اليومِ نفسي , آهِ , لن أسخرَ منها أبداً – كيفَ استطاعَ فارسُ الأحلامِ أن يعودَ من غيبةِ روبنْ هودَ من أشعارِ رولانَ , ومن أحزانِ سرفانتسَ , لا أفهمُ ...لا  كيفَ استطاعَ ابنُ عصرِ النتِّ والبورصةِ والمرِّيخِ قتلَ واغتصابَ كلِّ ما في الشارعِ الخامسِ من نساءْ ؟!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio