تركيا تغلق مراكز المخابرات السعودية ومشادات كلامية بين الفيصل وأوغلو

مصادر مطلعة في أنقرة:

حوارات قاسية وغير مثمرة حصلت بين وزيري الخارجية السعودي والتركي

داوود أوغلو عاد مصدوماً من آخر اجتماع له مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل والأخير رفض منح تركيا أي دور في الملف السوري حتى لو سقط النظام نتيجة العدوان الأميركي

التوتر السعودي ـــ التركي بدأ منذ فترة غير قصيرة خصوصاً عندما بادرت الرياض الى وضع يدها على ملفات تخص قوى في المعارضة السورية بدعم أميركي ـــ غربي وهو أمر ترافق مع إطاحة أنصار أنقرة وإبعادهم 

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

شهدت العلاقات التركية السعودية تصعيدا جديا الجمعة حيث علم أن السلطات التركية قررت إغلاق غالبية المراكز والشقق التي يستخدمها عناصر من الإستخبارات السعودية في تركيا ضمن مهمة إدارة المجموعات المسلحة ودعمها في سوريا. وكشفت مصادر مطلعة في أنقرة لـ"الأخبار" عن حوارات قاسية وغير مثمرة حصلت بين وزيري الخارجية السعودي والتركي، وأن الوزير التركي أحمد داوود أوغلو عاد مصدوماً من آخر اجتماع له مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل. وقالت المصادر إن الأخير رفض منح تركيا أي دور في الملف السوري، حتى لو سقط النظام نتيجة العدوان الأميركي، وأن الرياض لا ترغب في أي دور تركي في معالجة الأزمة السياسية في مصر.

الأمير سعود الفيصل

بناء إستراتيجية جديدة

وبحسب المصادر، فإن التحول التركي في التعامل مع السعودية تأثر أيضاً بمناقشات جرت على صعيد قيادي رفيع شملت تركيا وقطر وحركتي حماس و"الإخوان المسلمين" بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي من الحكم في القاهرة، ومباشرة السعودية بالتعاون مع الأردن والإمارات العربية المتحدة، وبتواصل مع إسرائيل، بناء إستراتيجية جديدة، تقول المصادر إنها "تستهدف مصالح أطراف عدة من حزب الله وسوريا وإيران والعراق من جهة، وتركيا وقطر وحماس والإخوان المسلمين من جهة ثانية".

إئتلاف وطني

وأوضحت المصادر أن "التوتر السعودي ـــ التركي بدأ منذ فترة غير قصيرة، خصوصاً عندما بادرت الرياض الى وضع يدها على ملفات تخص قوى في المعارضة السورية بدعم أميركي ـــ غربي، وهو أمر ترافق مع إطاحة أنصار أنقرة وإبعادهم (كما قطر) عن مواقع النفوذ في قوى المعارضة من الإئتلاف الوطني الى المجلس الوطني الى القيادات العسكرية الميدانية". لكن نقطة التحول الرئيسية كان الحدث المصري في 30 حزيران، وقراءة تركيا أن السعودية رعت انقلاباً يستهدف ضمناً مصالحها في مصر والمغرب العربي، كما أنه يوجه ضربة قوية الى حلفاء تركيا في تنظيم الإخوان المسلمين.

مصالح تركية 

وكشفت المصادر أن "السلطات التركية قررت، في سياق المواجهة القائمة بينها وبين السعودية، إغلاق غالبية المراكز والشقق التي يستخدمها عناصر من الاستخبارات السعودية في تركيا ضمن مهمة إدارة المجموعات المسلحة ودعمها في سوريا". وقالت المصادر إن "الخطوة التركية التي حصلت أخيراً تندرج في سياق مواجهة قائمة مع الرياض من جهة، وفي إطار تخفيف التوتر مع إيران والنظام في سوريا من جهة ثانية، وإن السلطات التركية أخذت في الإعتبار أن "أجندة" الإستخبارات السعودية في سوريا وفي بقية المنطقة لم تعد متطابقة ولا متقاطعة مع المصالح التركية".

أحمد داوود أوغلو