خاطرة

نافذة أمل للتغلّب على الأزمات/ بقلم : نورا سعيد

كل العرب 19:38 26/10 |
حمَل تطبيق كل العرب

نورا سعيد في مقالها:

بعض ألأشخاص يُصابون "بآليّة النّكوص" حين المرور بأزمةٍ ما 

لستَ بحاجَة أنْ تعيش مِثلَ هذه الآليّات بعد كُلّ أزمة عليكَ أن تنظُرَ لنفسِكَ أمس وتجعل مِنْ نفسِكَ أليوم إنسانًا أفضل 

ألإنسان الّذي يتغلّبُ على ألأزماتِ أكثر تَحصُّنًا ضدّ الصّدمات أو ألأزمات المُستقبليّة :

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

من المعروفِ عند الباحثين الغربيين بأنّ في المُجتمعات العربيّة يَسُودُ جوّ ألإكتئاب ، غلبة العاطفة وإستفحال ألأفكار التشاؤميّة ، بما يؤدّي إلى تدنّي المُثابرة للوصولِ للهدفِ وإنتِظار الفرج بشكلٍ إستسلامي " الله بفرجها". وهذه المآخذ الغربيّة تشمل المُجتمعات العربيّة بشكلٍ عامّ ، كيف وإنْ كانَ وراء ألإكتئاب والأفكار التّشاؤميّة أزمة؟

فعِند أوّل عقبة وأزمّة تُواجههم في حيّاتِهِم سُرعان ما يستكينون وينعزلون وبتنعدِم لديهم روح ألمُثابرة والمُحاولة. رُبّما يجهلون أو يتجاهلون فكرة أنّ الإنسانَ الّذي يتعرّض لأزمةٍ في حياتِهِ ويواجه ألخسارات ويقوم بتطبيب جراحِهِ وينهض يُصبِح أكثر تَحصُّنًا ضدّ ألعراقيل المُستقبليّة ، ويُصبح أكثر قابليّة للتعبئة ألمعنويّة ، يٌصبح صاحب ثقّة بالنّفس تُساعده لمواجهة الصّعوبات المُستقبليّة.

على عكسِ الإنسان الّذي يستسلم من أوّل أزمة ، يجلِس مُغمض ألعينين يرفض أن ينظر لحاضره ولمُستقبله ، مُرتخي الجّسد رافضًا مُواجهة أزمته ، يبقى في مكانِهِ ينتظر ألفراج والخَلاص أن يأتيهِ على طبقٍ من ذهبٍ ، دون أنْ ينهض للتحرّك والبحث عن حُلولٍ ، بل يبقى أسيرًا للقلق ، الكآبة ، الحُزن والعجز الفكري.

وهذه التصرُّفات تؤدّي إلى ديمومة في الإضطراب النّفسي وإلى زيادة من حِدّة الأزمة وتحميلها أكثر من قدرِها.

الشّخص الوحيد الّذي أحاول أنْ أكون أفضل منه اليوم هو أنا بالأمس:

بعض ألأشخاص يُصابون "بآليّة النّكوص" حين المرور بأزمةٍ ما .

آليّة النّكوص هي الحالة الّذي يعود بها الإنسان إلى الماضي ، التمسّك به وتمجيده ، والعيش فيه رُبّما إلى مرحلة الغرق النّفسي للنّفسِ والذّات بكُلّ طاقاتها وبكُلّ أفكارها.

إنّها آليّات بدائيّة تحجمك وتمنعك على مواجهة الواقع ، من شأن هذه الآليّة أن تحميكَ لفترة قصيرة عبر التوازُن النّفسي الوهمي.

لكنْ لَيس مِن شأنها أن تكفل لكَ مٌعالجة أزمتك ، بل هي كفيلة في أن تزيدَ الأمر تفاقُمًا إذا إستمرّت الآليّة لفترات بعيدة الأمد.

لأنّ في أصلِ هذه الآليّات تفاقُميّة ومن شأنِها أن تستفرد بالشّخص وتُحبطه ويُصبحا الإحباط والتشاؤم عنوانًا وروتينًا في حياته.

وبهذا يتراكم الإحباط على شكلِ هرَم وتتربّع أنت على قمّته وبهذا تضوّع عليكَ فُرصة أن تعيش في جوهر هذا الهرم ، لأنّك إخترت لنفسِك أن تعيشَ في مُحيطِ ذات الهرم ، وتُصبح مُشاهدًا خارجيًّا للحياة وعُنصرًا خاملًا غيرَ فعّال وتتفاقم حالتك النفسيّة.

لستَ بحاجَة أنْ تعيش مِثلَ هذه الآليّات بعد كُلّ أزمة عليكَ أن تنظُرَ لنفسِكَ أمس وتجعل مِنْ نفسِكَ أليوم إنسانًا أفضل ، لا تجعلَ ماضيكَ الأليم أنْ يأخذ حيّزًا مِن حاضركَ ويؤثّر على مُستقبلك ، خُذ من ماضيك ما يُشرق حاضرك ومُستقبلك لا ما يُبهته.

لا تجعل حبل الحياة يشّدك إلى الخلف بل أن تسحبه أنتَ إلى الأمام ، وبهذا تكون قد كسبت المعركة وربحتَ العيش في داخل الهرم.

كفركنا

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio