رحيل المناضل الفحماوي محمود الزير

كتب: محمد محسن 11:55 23/04 |
حمَل تطبيق كل العرب

ودّعت جماهير غفيرة من مدينة ام الفحم وقرى وادي عارة، الحاج محمود محمد أسعد ياسين 72عاما  "الزير"، والذي انتقل الى جوار ربه، بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلا. هذا ولم تسمح السلطات الاسرائيلية لنجلي الراحل المعتقلين الأمنيين ناصر ويوسف من إلقاء نظرة الوداع على والدهما أو المشاركة في تقبل العزاء. وترك الحاج محمود ياسين "الزير" بوفاته إرثا كبيرا وسيرة عريضة من النضال، وسجّل صفحات مشرقة في الصمود، بوجه المخططات الاسرائيلية لمصادرة أرضه وأرض آبائه وأجداده في منطقة الشرايع . وبدأت حكاية الزير محمود الفحماوي العانيني مع الصمود، منذ عشرات السنين، فقامت السلطات الاسرائيلية باستخدام مختلف الوسائل مع الزير وأخيه الحاج أسعد لاقتلاعهم من أرضهم في الشرايع والتي تبقت لهم، بعد أن قضم غول المصادرة معظم أراضيهم، لكنهم رغم الإغراءات المالية الخيالية والتهديد المتواصل، صمدوا في أرضهم، ففلحوها وزرعوها بأنواع الأشجار المختلفة، واعتنوا بها كأولادهم، إلا أن مخططات المصادرة والتضييق على الزير لم تتوقف، فكافح المرحوم حتى آخر أيامه واعتقل مرات عديدة خلال تصديه للمؤامرات التي سعت إلى مواجهة عزيمته وإصراره على البقاء، ورفع الراحل عشرات الدعاوى على "دائرة أراضي اسرائيل" ومستوطنة ميعامي واللجنة اللوائية في حيفا، ولم يتوان في سبيل ذلك عن دفع مئات آلاف الشواقل. ويقول عبد الله اسعد ياسين ابن أخ المرحوم: "كان عمي رحمه الله، يفضل أن يجوع على ان يقبل التنازل أو الخضوع، وكان يردد أمام المسؤولين- ساخرا منهم- عندما يعرضون عليه شراء الأرض مقولة مشهورة لجدي وهي: "أقبل بتبديل أرضي مقابل دونمين في مقبرة "هرتسل" في القدس " دليلا على استحالة موافقته على بيع أرضه أو القبول بتبديلها". وفي أرض الشرايع، أبى الزير، الذي ترك خلفه 15 ابنا وبنتا وعشرات الأحفاد إلا أن يدفن، ليعانق ثراها جسده.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio