الشيخ د.شريف أبو هاني:
الله يحب معالي الأمور لذا فهو سبحانه يريدنا أصحاب همة عالية
أصحاب الهمة العالية هم ذوو نفوس كبيرة يتطلعون الى أهداف سامية
أصحاب الهمة الدنيئة فتجد همتهم محصورة في لذة دنيوية لا تتعدى أكلة شهية أو شربة رضية أو شهوة مقضية الكسل والخمول ديدنهم وان تحركوا فمن أجل شهرة وقيل وقال ورياء لخلق الله
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });كم نفتقد في مجتمعاتنا هذه الأيام أصحاب الهمم العالية، الذين يتحركون في كل مكان ويحركون من حولهم، تجدهم حيثما تمنيت ان تراهم، قلما يكون مشروع من مشاريع الخير إلا وتراهم روادا له، يحركهم الاخلاص ويدفعهم حب الدين، لا يبحثون عن شهرة، ولا يطلبون لذة دنيوية... مصيبة هذا الزمان أن هؤلاء قلة في أغلب مجتمعاتنا اليوم، وصدق صلى الله عليه وسلم القائل: (إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً) [رواه البخاري] والراحلة هي النجيبة المختارة من الإبل للركوب وغيره فهي كاملة الأوصاف. الله يحب معالي الأمور لذا فهو سبحانه يريدنا أصحاب همة عالية، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: (إنّ اللّه تعالى يحبّ معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها) [صححه الألباني] لذا نجده صلى الله عليه وسلم في توجيهات نبوية أخرى يريدنا في مقدمة كل عمل خير، فتجده مثلا يقول: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العَتَمة والصبح لأتوهما ولو حَبْوًا) [متفق عليه]، ثم تمعن في قوله صلى الله عليه وسلم: (خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن وأصدق الأسماء همام وحارث) [صححه الالباني]، تجده حتى في تسمية الأبناء يحث على الاسماء الدالة على الهمة العالية كحارث وهمام!!
ذوو النفوس الكبيرة
أصحاب الهمة العالية هم ذوو نفوس كبيرة، يتطلعون الى أهداف سامية، فعن أبي فِراسٍ خادِمِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهلِ الصُّفَّةِ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أبِيتُ مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فآتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ: (سَلْنِي) فقُلْتُ: اسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ، فَقَالَ: (أَوَ غَيرَ ذلِكَ)؟ قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: (فأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ) [رواه مسلم]. وصدق الشاعر حين قال: (وَإِذَا كَانَتْ النُّفُوسُ كِبَارًا.... تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الْأَجْسَامُ)، وقال آخر: (على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارمُ) وقال آخر: (وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا) وقال آخر: (ومن يتهيب صعود الجبال ... يَعِشْ أبد الدهر بين الحُفَر) وقال آخر: (إذا ما كنت في أمرٍ مَروم ... فلا تقنع بما دون النجوم) وقال آخر: (قد هيَّأوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهَمَلِ). حتى أن شريعتنا الاسلامية الغراء جعلت الهمة أهم من العمل، فقال صلى الله عليه وسلم: (من هَمَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة) [متفق عليه] وقال أيضا: (من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه) [متفق عليه]، وقال أيضا: (إن بالمدينة لرجالًا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم، حبسهم العذر) [رواه مسلم].
أصحاب الهمة الدنيئة
أما أصحاب الهمة الدنيئة فتجد همتهم محصورة في لذة دنيوية، لا تتعدى أكلة شهية، أو شربة رضية، أو شهوة مقضية، الكسل والخمول ديدنهم، وان تحركوا فمن أجل شهرة وقيل وقال ورياء لخلق الله، في هؤلاء قال المولى تعالى: (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم). هؤلاء أصحاب الهمة الدنيئة هم رمز غثائية الأمة، وسبب هزيمتها، والدافع الذي جعل أعداء أمتنا لا يهابونها أبدا، قال صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) [صححه الالباني]. ولعل هؤلاء أصحاب الهمم الهابطة هم رواد هذا القرن الذي خفّ الخير فيه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته) [رواه البخاري]، ثم هم رويبضة السنوات الخداعات التي نقبع فيها للأسف في هذه الايام والتي قال فيها صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خداّعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) [صححه الألباني].
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio