الأم العاملة لابد لها من الحصول على إجازة لا تقل عن عامين وإلا فإنها وحدها ستدفع ثمن الفاتورة عاليا سواء على مستوى صحتها أو علاقتها بزوجها أو حتى حالة أولادها النفسية
عزيزتي الأم: من المهم أن يكون لك طموح وأن تأملي أن تنجحي على كافة المستويات ولكن حنانيك سيدتي فالكمال أمر مستحيل وعليك أن تسددي وتقاربي وتعلمي أن لنفسك عليك حقا وأن لربك عليك حقا وأن لزوجك عليك حقا ولأبنائك حقا ولبيتك حقا
أمهات كثيرات جدا تعانين من الضغوط المركبة والأعباء المتراكمة والواجبات الثقيلة الملقاة على عاتقهن دون أن يجدن من يخفف عنهن هذه الضغوط أو يمنحهن فرصة لالتقاط الأنفاس بل دون أن يكون لهن حق الشكوى باعتبار أن المرأة مخلوقة هكذا تستطيع التحمل دون حساب ولديها قدرة على العطاء دون حدود وبالطبع هذا الكلام ليس صحيحا فالمرأة هي إنسان له طاقة يحددها عدد من العوامل الذاتية والموضوعية ولابد أن تتعامل معها نفسها وفق هذه الحقيقة البدهية ولا تتعامل مع نفسها على أنها سوبر إنسان.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });تصوير: thinktock
تجد امرأة خرجت من تجربة حمل وولادة وطفل رضيع لا ينام بالليل أكثر من سويعات معدودة ثم لا تلبث أن تعود لعملها وهي أساسا لم تنم بالليل وتظل في حالة من الشد العصبي طيلة ساعات العمل في محاولة لتحقيق المطلوب في الوقت نفسه فعقلها مع ذلك الرضيع الذي تركته بإرادتها في دار رعاية الأطفال ثم تعود لتأخذه وقد تتمزق مشاعرها إذا وجدته يبكي أو مهملا وعلى الرغم من ذلك فقد أخذت قرارا لا رجعة فيه بالاستمرار في هذا العمل وفي هذه الحياة. ومن الممكن أن يكون هذا العمل بعيدا وتتحمل هذه الأم ركوب أكثر من مواصلة عاملة في الذهاب والإياب مع الزحمة المرورية تكون أعصابها قد اقتربت من الصفر.
تدريس الأطفال
تعود الأم المنهكة من العمل بصحبة رضيعها ليبدأ عمل من نوع آخر تنظيف ومسح أتربة وترتيب المنزل وطهي وغسل ملابس وكي وغسل صحون وتفاصيل صغيرة كثيرة. حتى لو كانت الأم لا تعمل خارج المنزل فإن لديها قائمة مهام منزلية طويلة جدا وهي لا تستطيع الاستمرار في مهمة ما حتى تنتهي لأن الطفل يريد أن يرضع ويريد أن يغير ملابسه ويريد أن تلعب معه أمه. وفي حالة وجود عدد من الأطفال فإن المهام تتضاعف فيصبح واجب على الأم تعليم الأطفال وتدريسهم أيضا واللعب معهم أحيانا. هذا غير الشجار وفض المشاحنات وبعثرتهم للعب في كل مكان.
الأم المضغوطة
الأم المضغوطة يأتي عليها المساء وتكون منهكة للغاية وغير قادرة على القيام بأي عمل.. يأتي زوجها يطالب بحقه الشرعي لا يكون لديها أي رغبة وهي وإن وافقت لأسباب دينية بحتة حتى لا تبات تلعنها الملائكة فإنها في قرارة نفسها لا تريد وبالتالي لن تستطيع أن تستمتع وسيكون لقاء بارد ويبدأ الزوج مسلسل الشكوى والرغبة في زوجة أخرى ويتعصب على مشكلات تافهة لأنه لم يشعر بالإشباع في أمر حيوي وأساسي بالنسبة له. تشعر الأم المضغوطة بافتقاد الأحلام والطموحات فبعد أن كانت تقرأ جزءا من القرآن أو أكثر ربما لم تعد تستطيع قراءة صفحة أو صفحتين.. لا وقت للعلم الشرعي.. لا جلسة علم نافعة.. لا جلسة تأمل هادئة. ربما يكون أسوء ما في الموضوع أنه لا أحد يقدر كل هذه الجهود وخاصة الزوج حيث أن هذه كلها أمور عادية جدا تقوم بها كل النساء وكل الأمهات وبالتالي ممنوع الشكوى ممنوع الاعتذار بهذه الأعباء ..فتشعر الأم بالغبن والقهر والإحباط ولا يكون لديها أي رغبة في التجديد والإبداع في حياتها. أعرف أمهات بعد أن ينتهي اليوم بكل ما فيه من معارك ويخلد الأبناء للنوم يجلسن فوق فراشهن يقاومن النوم رغم حاجتهن الماسة إليه لا لشيء إلا رغبة منهن أن هناك وقت يجلسن فيه بدون عمل وبدون طلبات لأنهن يخشين من النوم حيث لن يشعرن إلا وصباح جديد في انتظارهن بقائمة أعباء لا تنتهي ..نعم إلى هذا الحد يصل الأمر ببعض النساء وليس في الأمر مبالغة. صحيح أن هناك أجهزة حديثة تساعد المرأة حاليا ولكن هناك مهام جديدة نشأت عن المدنية الحديثة وتعقدت الظروف والأحوال بسبب صغر البيوت وغير ذلك..فهل من حل ؟
الأم العاملة
الحل أن تتخلصي من أسطورة السوبر إنسان.. نعم من المهم أن يكون لك طموح وأن تأملي أن تنجحي على كافة المستويات ولكن حنانيك سيدتي فالكمال أمر مستحيل وعليك أن تسددي وتقاربي وتعلمي أن لنفسك عليك حقا وأن لربك عليك حقا وأن لزوجك عليك حقا ولأبنائك حقا ولبيتك حقا فأعط كل ذي حق حقه. فالأم العاملة لابد لها من الحصول على إجازة لا تقل عن عامين وإلا فإنها وحدها ستدفع ثمن الفاتورة عاليا سواء على مستوى صحتها أو علاقتها بزوجها أو حتى حالة أولادها النفسية.
الأم المتفرغة
والأم المتفرغة لابد لها من تنظيم دقيق وفي الوقت نفسه مرن مع مراعاة الآتي:
ـ الحرص على وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر والتسبيح مع استحضار القلب أثناء ذلك فتنتعش روحك وتمنحك قوة وطاقة في الغد بمشيئة الله.
ـ احرصي على عدم السهر حتى تحصلي على قدر كاف من النوم أثناء الليل فنوم الليل يخلص الجسد من أعباء النهار.
ـ نظمي جدول سهل لأعمالك المنزلية وابتعدي عن المثالية وسددي وقاربي فلديك مهام متعددة وكم من زوجة تقضي حياتها في المطبخ والتنظيف يتزوج زوجها عليها أو يطلقها ثم تقول لم أقصر معه يأكل أشهى الطعام وبيته يبرق من النظافة ونسيت أن هناك أمور أخرى لا تستقيم الحياة بدونها.
ـ احرصي على قيلولة صغيرة في فترة الظهيرة تجددين بها نشاطك.
ـ علمي أولادك النظام مهما كان سنّهم صغيرا عن طريق تعويدهم على روتين معين ..مكان محدد للعب ..وقت محدد للنوم ..التعاون معك فيما يخصهم.
ـ دللي نفسك بحمام دافيء مساء وقطرات من عطرك المفضل فهذا أفضل علاج ينشطك ولا تجعلي علاقتك بزوجك مجرد روتين اجعليها فرصة لك كي تستمتعي وتمنحي نفسك وقتا لطيفا.
ـ استعيني بوالدتك وحماتك إن أمكن ليأخذوا منك الأطفال بضع ساعات كل أسبوع تخلين فيها بنفسك وتفكرين في حياتك وتبتكرين فيها.
ـ نظمي وقتك.. حددي وقتا ثابتا لقراءة القرآن ووقتا لتعليم الأولاد وهكذا.. فالحياة فيها مجالات كثيرة.
ـ وأخيرا استعيني بالله تعالى في كل خطوة واخلصي نيتك ولا تعجزي وإياك والشكوى.
موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio