وديع عواودة في مقاله:
صحيح النواب العرب ليسوا وزراء لكن الجمهور يتوقع بعد تجربة عقود من قيادته عدم الاكتفاء بتشخيص العنصرية في إسرائيل
في عصر النجوم وعبادة الذات والأصنام الحديثة ما زال الحزب يساوي الوطن وربما يفوقه بالنسبة لرؤساء الأحزاب العربية المشاركة في الكنيست وخارجها
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });الداء معروف والناس تبحث عمن يؤّمن حبة دواء من خلال اختراقات وتكتيكات وتحالفات جديدة لحد كسر قواعد اللعبة السياسية لا البرلمانية فحسب
يتفق ناشطو الأحزاب العربية اليوم على شيء واحد مؤكد: برود درجة حرارة الانتخابات للكنيست الـ 19 وبرودة الانتخابات مردها عوامل عدة. لم يقبل الجمهور الواسع المزاعم والتبريرات لفقدان القائمة الانتخابية الموحدة حتى عندما قدمت شروحات كثيرة خاصة من الجبهة. توقع المواطن العادي من القيادات الحزبية اجتياز المياه البرلمانية الآسنة نحو شواطئ الكنيست في قارب واحد ليمضي هناك كل منهم في طريقه الأيديولوجي. حتى لو ثبت فعلا أن مجموع الكسور أكبر من العدد الصحيح الكلي للأحزاب العربية، ظل المواطن العربي مسكونا بوعي راسخ أن قادة الأحزاب العربية بأغلبيتهم هم ناشطون حزبيون لا قادة بالمستوى الوطني العام. في عصر النجوم وعبادة الذات والأصنام الحديثة ما زال الحزب يساوي الوطن وربما يفوقه بالنسبة لرؤساء الأحزاب العربية المشاركة في الكنيست وخارجها.
تناحر الأحزاب
وهذا ما يدركه عامة المواطن الذي يلاحظ تناحر الأحزاب طيلة العام وإقصاء الشباب والنساء من قوائمها رغم أنف الدستور الداخلي وبخلاف روح المرحلة حتى في اليمن. لكن الجمهور العام غير راض عن الأداء السياسي لكل حزب. رغم ضجيج التصريحات والمناورات والبهلوانيات والألعاب الناري السياسية في قاعة الكنيست والتلفزيون يتبنه المواطنون أن أحوالهم المعيشية مكانك عد أو خلفا در: أزمة السكن تحول المدن والقرى العربية لما يشبه علبة الكبريت، الفقر ينهش المزيد من العائلات، حالة المدارس لا تسر صديقا، السلطات المحلية بمعظمها باتت مزارع مهترئة لأفراد وشلل من الأميّين واللصوص. كذلك تنبه الجمهور حتى بالفطرة لانقلاب سلم الأوليات لدى الأحزاب التي وضعت بيضاتها في العقد الأخير في سلة البرلمان وبعيدا عن الميدان النازف نتيجة تفشي العنف والجريمة والفوضى وبقية المشاكل التي تعكس فقدان مناعة الجبهة الداخلية.
تشخيص العنصرية في إسرائيل
صحيح النواب العرب ليسوا وزراء لكن الجمهور يتوقع بعد تجربة عقود من قيادته عدم الاكتفاء بتشخيص العنصرية في إسرائيل. الداء معروف والناس تبحث عمن يؤّمن حبة دواء من خلال اختراقات وتكتيكات وتحالفات جديدة لحد كسر قواعد اللعبة السياسية لا البرلمانية فحسب. الشعب ينتظر وبحق من قيادته علاجا حقيقيا لمشاكل الجبهة الداخلية وهو ليس سهلا ولا مريحا ويحتاج لنفس طويل وعمل جماعي تحت مظلة " المتابعة". من يراقب الحملات والتصريحات والبيانات الانتخابية العربية يتنبه لغياب القضايا الحارقة هذه ويتمنى لو تنال هذه خلال العام ربع الطاقات والميزانيات المنفقة على الدعاية الانتخابية والعمل البرلماني.
العزوف عن المشاركة بالاقتراع
وفي ظل استمرار الخوض بالوحل يعبّر الجمهور عن عدم رضاه باللامبالاة الراهنة وبالعزوف عن المشاركة بالاقتراع كما تدلل استطلاعات رأي متتالية. وحتى ماكنة الدعاية الانتخابية لا تنجح إلى الآن بإيقاظ الشعب من سباته الشتوي نتيجة ما ذكر ونتيجة فقدان الثقة بجدوى الكنيست سيما أن تصاعد العنصرية وسد الأفق في وجه المجتمع العربي يدفع نحو الانعزالية. كما أن الغياب التام للنقاشات الحيوية بين القوائم العربية حول الرؤى والسبل لتحقيق الأهداف المختلفة، رغبة بالتوحد في مواجهة العدو المشترك، اللامبالاة يسهم في مفاقمة حالة تثاؤب ونعاس الشارع حيال الكنيست. تصعيد الجدل الجاد والمؤدب لجانب بعض الفعاليات المشتركة ضد الأحزاب الصهيونية المرشحة لنهش أكبر، من شأنه المساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. بالمجمل وحتى الآن ويبدو الوضع غير قابل للتغيّر جمهور الناخبين باق في سباته رغم البرق،الرعد والألعاب النارية في الكنيست وخارجها احتجاجا على النخب السياسية.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio