اخبار محلية

كفرمندا بين كرم الضيافة للاجئين السودانيين وخطر استبدالهم بالعامل المحلي

تقرير: روزين عودة 08:06 16/04 | شفاعمرو والقضاء
حمَل تطبيق كل العرب

عصام عبد الحليم:

أعتقد أن من يريد أن يعمل فسيعمل حتى لو كانت الظروف صعبة واللاجئون السودانيون لم يأخذوا فرصة أي عامل محلي

ظاهرة لجوء السوادنيين إلى كفرمندا عادية جداً وبالنسبة للحياة الاقتصادية فيمكنني القول إنه مع وجودهم أو عدمه فإن الوضع لم يتغير

علاء طه:

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

اللاجئون باتوا يشكلون خطرًا كبيراً على فرص العمل المتوفرة والمتاحة لشباب ولأهل البلدة عامة

المقاولون وأصحاب المصالح أصبحوا يفضلون العامل السوداني الذي يقبل بأي عمل ويرضى بالأجر القليل

 طيبة الأهل المنداويين ساعدتهم على الانخراط فأهل القرية يحترمونهم ويكرمونهم إذ يعتبرونهم ضيوفاً وسوف يأتي يوم ليغادروا البلدة

موقفي هذا لا يعني أنني ضد مساعدة الغرباء ولكني أطلب أن تكون المساعدة معقولة وليس على حساب تفاقم البطالة التي كانت بالأساس تملأ القرية وازدادت الآن بشكل كبير

الشيخ محمد محمود:

ظاهرة لجوء السودانيين الى كفرمندا مقلقة

بالرغم من أن بعض الأصوات تطالب بأن يتم إخراجهم من البلدة لكننا فعلاً نتعاطف معهم فنحن الشعب الفلسطيني أكثر من عانى

يجب أن نعترف لأنفسنا بأن واجبنا هو إدراك الاضطهاد الذي يعيش فيه هؤلاء العمال حيث أنهم لم يخرجوا من منازلهم إلاّ ليقاوموا الفقر

الظاهرة مقلقة نوعاً ما خاصة مع تزايد عددهم في الفترة الأخيرة ولا بد من وجود تأثيرات سلبية فنحن نعيش في صراع لا بد منه إثر تزايد اعدادهم واختلاف عاداتهم وتقاليدهم

 

ينظر علاء طه ابن بلدة كفرمندا العربية في الجليل الأسفل شمال اسرائيل بتوجس وقلق الى اللاجئين السودانيين الذين تزايدت اعدادهم بشكل ملفت في المدينة مؤخراً، وباتوا ينافسون أبناءها على فرص العمل الشحيحة أصلاً. ويقول طه في حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كل العرب إن هؤلاء اللاجئين باتوا "يشكلون خطرًا كبيراً على فرص العمل المتوفرة والمتاحة لشباب ولأهل البلدة عامة".  ويضيف أن "المقاولين وأصحاب المصالح أصبحوا يفضلون العامل السوداني الذي يقبل بأي عمل ويرضى بالأجر القليل".

صورة من الأرشيف

وبدأ اللاجئون السودانيون منذ نحو ثلاثة أعوام بالتوافد بشكل لافت الى كفرمندا التي تقع على بعد نحو 16 كيلومترا الى الشمال الغربي من مدينة الناصرة. ولا يوجد إحصاء دقيق لأعدادهم في البلدة البالغ عدد سكانها نحو 19 الفا، لكن البعض يقدرهم بنحو 300، وهم يشكلون جزءً من نحو 30 ألف لاجئ من أفريقيا يعيشون في إسرائيل حالياً، ومعظمهم قدم من اقليم دارفور ومن منطقة جنوب السودان قبل استقلالها، وكذلك من اريتريا.

اللجوء السياسي

وقد دخلوا الى اسرائيل متسللين عبر سيناء المصرية حيث طلبت أعداد منهم اللجوء السياسي بحجة انهم ملاحقون في بلادهم ويتهددهم خطر القتل والإعدام. لكن اسرائيل ترفض ادعاءهم وتعتبرهم "متسللين بحثاً عن عمل ومصدر رزق"، كما تنظر اليهم بوصفهم تهديداً ليهوديتها المزعومة، وهي بالتالي تسعى الى ترحيلهم. وقد شكلت مدن ايلات (جنوب) وعراد (وسط) وتل ابيب نقاط تجمع للاجئين السودانيين مع بداية تدفقهم على اسرائيل قبل نحو خمسة اعوام، لكنهم لم يلبثوا أن وصلوا الى مناطق ابعد في شمال البلاد واستقروا فيها. ومن هذه المناطق بلدة كفرمندا المنكوبة اصلا بالبطالة وتندرج في أدنى سلم الترتيب الإقتصادي في اسرائيل. وتتجاوز نسبة البطالة 40% في أوساط العرب في اسرائيل عموما، وهي أربع اضعاف ما هو موجود عند اليهود، كما أن نحو 48% من العرب في البلاد يعيشون تحت خط الفقر.

تعاطف ولكن..!

الرفض الذي يصرح به علاء طه لوجود السودانيين في كفرمندا لا يعني أنه غير متعاطف مع محنتهم أو أنه ضد مساعدتهم كما يقول. ويوضح "موقفي هذا لا يعني أنني ضد مساعدة الغرباء ولكنني أطلب أن تكون المساعدة معقولة وليس على حساب تفاقم البطالة التي كانت بالأساس تملأ القرية وازدادت الآن بشكل كبير". كما يعبر طه عن مخاوفه من أن يتسبب وجودهم في وقوع احتكاكات ومشاكل بينهم وبين اهالي كفرمندا. ويقول "عددهم يتزايد يوماً بعد يوم، الأمر الذي قد يؤدي الى خلق مشاكل بينهم وبين أهل البلدة، لأنهم أصبحوا يحتلون مكان عدد كبير من العمال المحليين". وبالفعل، فقد تم تسجيل عدة حوادث اعتداء قام بها مجهولون ضد لاجئين سودانيين في بلدة كفرمندا. وفي الوقت الذي لم تعرف فيه هوية المعتدين، إلاّ أنه يعتقد بأنهم شبان عاطلون عن العمل أرادوا ايصال رسالة الى السودانيين مفادها أنه غير مرحب بهم، والى الأهالي بأن وجود هؤلاء يتسبب بأعمال عنف في البلدة.

على أن اصابع اتهام أخرى وجهت في حوادث الإعتداء هذه الى مقاولين واصحاب عمل ارادوا تخويف السودانيين لمنعهم من المضي في تقديم شكاوى ضدهم بسبب عدم دفع اجورهم. وشهدت مدن وبلدات أخرى من بينها سخنين القريبة اعتداءات مماثلة من حيث الأسلوب والدوافع. على أن اعتداءات كثيرة جداً سجلت في مدن وبلدات يهودية وكانت تحمل الطابع العنصري الذي يعبر عن رفض متطرفين يهود لوجود السوادنيين المسيحيين والمسلمين باعتبار أن أعدادهم المتزايدة تهدد التفوق الديمغرافي اليهودي.

ومع أن الحوادث التي شهدتها كفرمندا اقلقت أهالي البلدة، إلا أن طه يؤكد أنها الى الآن لم تتسبب بتغيير الانطباع العام عن اللاجئين السودانيين باعتبارهم مسالمين.  ويقول " أتحدث هنا من منطلق معرفتي ببعض السودانيين حيث أنهم لا يحتكون بأحد ولا يخلقون المشاكل. على العكس تماماً، فهم انخرطوا بشكل جيد وسريع في ظروف الحياة في البلدة". ويضيف "وبلا شك فإن طيبة الأهل المنداويين ساعدتهم على الانخراط، فأهل القرية يحترمونهم ويكرمونهم إذ يعتبرونهم ضيوفاً وسوف يأتي يوم ليغادروا البلدة".

ظاهرة مقلقة

ومن جهته، يصف الشيخ محمد محمود ظاهرة لجوء السودانيين الى كفرمندا بأنها مقلقة، ويقر بوجود تأثيرات إجتماعية واقتصادية سلبية لها، ولكنه يعارض بشدة الدعوات الى اخراج هؤلاء اللاجئين من البلدة. ويقول الشيخ محمود "في الحقيقة الظاهرة مقلقة نوعاً ما خاصة مع تزايد عددهم في الفترة الأخيرة. ولا بد من وجود تأثيرات سلبية فنحن نعيش في صراع لا بد منه إثر تزايد اعدادهم واختلاف عاداتهم وتقاليدهم والاحتكاكات التي تحصل على خلفية فرص العمل وما إلى ذلك".

ولكنه يؤكد أنه "بالرغم من أن بعض الأصوات تطالب بأن يتم إخراجهم من البلدة لكننا فعلاً نتعاطف معهم، فنحن الشعب الفلسطيني أكثر من عانى، ولذلك نشاركهم هذه المعاناة، ويجب أن نعترف لأنفسنا بأن واجبنا هو إدراك الاضطهاد الذي يعيش فيه هؤلاء العمال حيث أنهم لم يخرجوا من منازلهم إلاّ ليقاوموا الفقر". وقال الشيخ محمود "في بداية لجوئهم طلبنا أن نتواصل معهم عن طريق ممثلين عنهم، وبالفعل اختاروا بعض الأشخاص ليمثلوا وجودهم في القرية، وهذه الخطوة اختصرت علينا الكثير، واستطعنا تجاوز المشاكل، والحقيقة تُقال أننا لم نسمع عنهم إلاّ كل خير". على أن الشيخ محمود نصح اللاجئين السودانيين بأن "يتخذوا مساكنا لهم خارج كفرمندا، للحد من الاحتكاكات مع الأصوات الغاضبة من وجودهم مستقبلاً".

مخاوف مستقبلية

وتتفق سلام خطيب وهي من أهالي البلدة، مع الشيخ محمود فيما يتعلق بمخاوفه من المستقبل، وتقول "لا أعتقد أن أهل البلدة يشعرون بأن وجود السودانيين يشكل عائقاً أمامهم أو مشكلة الآن، لكنهم سيشعرون بذلك مستقبلاً مع ازدياد اعدادهم ". وعلى صعيده، يعتبر عصام عبد الحليم، وهو مواطن آخر من البلدة أن" ظاهرة لجوئهم إلى كفرمندا عادية جداً، وبالنسبة للحياة الاقتصادية فيمكنني القول إنه مع وجودهم أو عدمه فإن الوضع لم يتغير". ويضيف "أعتقد أن من يريد أن يعمل فسيعمل حتى لو كانت الظروف صعبة، واللاجئون السودانيون لم يأخذوا فرصة أي عامل محلي". وفي الوقت الذي يرى البعض أن السودانيين بدأوا يتسببون بضائقة سكن جراء استئجارهم للشقق المتوفرة في البلدة، إلا أن عبدالحليم يستبعد ذلك تماما. ويقول "لا أعتقد أبداً أن السودانيين سيزيدون الطين بلّة بهذا الخصوص، فهم في النهاية كأي مستأجر، فأين المشكلة؟ ثم انهم يظلون عرباً ومسلمين، وإكرام الضيف من عاداتنا وتقاليدنا".

منافسة ومفاضلة

وكما يؤكد الخبير الاقتصادي مطانس شحادة، فإن ظاهرة اللاجئين السودانيين في كفرمندا "تقلص فرص العمل أمام العامل العربي، وخاصة العامل غير المتعلم ". ويشير شحادة إلى أن "أرباب العمل يفضلون الأيدي العاملة القادمة من الضفة الغربية لأنها أرخص، ولكنهم يلجأون لتشغيل السودانيين لكي لا يقعوا تحت طائل المساءلة القانونية وفرض الغرامات المالية!". ومعظم السودانيين يعملون في مجالات كانت للعمال المحليين وعمال الضفة، كالزراعة والانشاءات وغيرها، كما يوضح شحادة.

ويتقاضى العمال السودانيون اجورا تقل عن 25 شيقل (نحو 6.5 دولار) في الساعة، وهذا ما يجعل ارباب العمل يفضلونهم على العمال المحليين.

غلاء المعيشة

وكما يؤكد شحادة فإن "العامل العربي المحلي يرفض العمل بأجرة 25 شيكل مقابل الساعة الواحدة لأن ظروف الحياة هنا تختلف عن أي مكان آخر ناهيك عن غلاء المعيشة، ولا يمكن لعامل عربي أن يتأقلم بهذه الأجرة مع ظروف المعيشة الراهنة". وبحسب ما يلخصه شحادة فإن "الحال الموجود لدينا في البلاد هو أن الإسرائيلي يستغل العربي والعربي يستغل العمال الوافدين". لكن الخبير الاقتصادي الفلسطيني يستدرك بالقول "طبعاً نحن لا نريد أن نتبنى الخطاب الإسرائيلي المتطرف اتجاه العمال الوافدين، فهؤلاء عرب مثلنا ولا يوجد أي مانع لعملهم في قرية أو مدينة عربية".

وفي مقابل رحابة الصدر التي يبديها شحادة وغيره من الفلسطينيين ازاء اللاجئين السودانيين، فإن هناك ضيق صدر باد يعبر عنه طيف واسع من المتطرفين اليهود. ويلخص أحد الحاخامات المتطرفين حالة الضيق هذه قائلا "وصلنا اليوم لوضع خطير. هناك أحياء في تل أبيب سودانية وإريترية، هناك أحياء كاملة لا توجد فيها أي روح يهودية ابتداء من الساعة الثامنة ليلاً".

لمشروع مضمون جديد

الباحث مطانس شحادة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio