مقالات

الثورة السورية في ميزان القيم والمصالح// بقلم: ابراهيم خطيب

كل العرب 14:42 12/04 |
حمَل تطبيق كل العرب

ابراهيم خطيب- ماجستير علوم سياسية – جامعة حيفا:

لا شك الثورة السورية هي ثورة لها ما بعدها في الفكر السياسي الحديث لكونها جاءت لتنادي بقيم واضحة وهي الحرية والكرامة

لا يختلف اثنان عن كون النظام السوري هو نظام ظالم, فاسد من رأسه الى أخمص قدميه, لا يقيم وزناً للحريات ولا يعطي للشعب سبل الحياة

ما يطمح اليه الشعب السوري وفق قراءة لثورته يقول أنه يريد سوريا تحترم فيها قيمة الانسان وحريته وتكون سوريا سنداً للمقاومة

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

مع بداية الثورة السورية كان هناك نقاش مستفيض بين الناس حول تأييد للثورة السورية لكونها امتداد للربيع العربي الساعي للتغيير وبين معارض للثورة كونها تأتي لتزيح بنظام ثوري ممانع وأن ما يتم هو مؤامرة ونيل من مكانة سوريا.

الملفات الدولية في الشأن السوري

لا شك الثورة السورية هي ثورة لها ما بعدها في الفكر السياسي الحديث لكونها جاءت لتنادي بقيم واضحة وهي الحرية والكرامة (وليس فقط اسقاط النظام) وبهذا تكون الثورة مميزة من حيث المطالب والقيم التي تنادي بالاضافة للرد القمعي لها, واذا كان الاستناد في الفكر السياسي الحديث للثورة الفرنسية التي صنفت انها من أهم الثورات وأكثرها تأثيراً لكونها طالبت بقيمة الحرية, فأن الثورة السورية هي من أرقى الثورات في القرن الواحد والعشرين, فالقيم التي تطرحها هي قيم سامية تمس في جوهر الانسان وقيمة حياته.

في الحالة السورية كان الاشكال بين أمرين كون الثورة هي ثورة حرية وكرامة او ثورة مأجورة مدعومة من الخارج للنيل من النظام السوري "الممانع", ولا شك ان الامر لا يمكن قياسه بهذه البساطة التي ترى بالثنائية المطلقة أي- تصنيف الثورة اما بثورة حرية وكرامة وحسب او مؤامرة ونيل من المقاومة بدعم من الخارج- فلا يمكن اغفال ان لأطراف عديدة مصالح في ما يحدث بسوريا (وغير سوريا) وهذه الاطراف والدول تضع مصالحها الخاصة في سلم أولويات التعاطي مع الملفات الدولية وفي الشأن السوري الأمر يسير وفق ذلك. ولكن السؤال الاهم في هذا المقال ما هي طموحات ومطالب الشعوب وليس الحكومات!!.

سوريا ممانعة مقاومة

لا يختلف اثنان عن كون النظام السوري هو نظام ظالم, فاسد من رأسه الى أخمص قدميه, لا يقيم وزناً للحريات ولا يعطي للشعب سبل الحياة, مع هذا لا يمكن نفي أن النظام السوري كان داعماً ومسانداً للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية ضمن مصلحة سياسية للنظام السوري, ولكن هل هذا الدعم يعطي له الشرعية في الانتقام من شعبه وظلمه والنيل من حريته؟!

طبعاً وفق القيم والمبادئ الانسانية التي تتحلى بها كل الشعوب, تغلب في سلم الاولويات قيمة حرية الانسان وكرامته على قيمة المقاومة, ومصلحة الشعوب العليا في الاساس هي في احترام كرامة الانسان وإعطائه حريته - لحظة قبل اكمال قراءة كلماتي وشتمي بالعمالة - فهنا مجدداً بهذا الادعاء تعود اشكال الثنائية في التعابير وفهم الامور وفق هذه الثنائية, وهذا ما يجب ان يتنبه اليه كل مراقب ومتابع للشأن السوري, فنجاح الثورة السورية في السعي للحرية والكرامة لا يعني خسران المقاومة وانتقال سوريا الى صف "العمالة" فليس الخيار اما سوريا فيها كرامة وانتخابات حرة ولكنها عميلة او سوريا ممانعة مقاومة ولكن الانسان فيها مهان, فالأمر ليس بهذه الثنائية!.

التأكيد على مصالح الشعوب

فما يطمح اليه الشعب السوري وفق قراءة لثورته يقول أنه يريد سوريا تحترم فيها قيمة الانسان وحريته وتكون سوريا سنداً للمقاومة, وكون سوريا ستصبح عميلة فهذا أمر لا يمكن ادعاؤه ل 3 اسباب: 1- كون الشعب السوري هو من دعم المقاومة واحتضنها, ومساندة النظام للمقاومة كانت وفق اجندة سياسية ومصالح سياسية للنظام نفسه 2- انتقال الشعب السوري وكل الشعوب العربية والاسلامية الى عصر الحرية والكرامة وان تكون لها حرية اختيار حاكميها ابداً لن ترضى بأن تختار حاكماً خاضعاً خانعاً عميلاً, ومن يقول ذلك هو مشكك كبير في الشعوب العربية والاسلامية.3- اذا كانت الثورة السورية مأجورة هل سيقبل الشعب السوري بأن يكون عميلاً ويقبل بأملاءات الغرب عليه, وان فرضنا حدوث ذلك, فستكون هناك ثورة على كل نظام مأجور يأتي ليسلب من الشعب السوري أرادته.

وفي الختام يجب التأكيد على أن مصالح الشعوب وطموحتها تكمن في احترام القيم البشرية ووضعها في سلم الاولويات, وليس في التعاطي السياسي وفق مواقف واجندات سياسية, فما يسبق المواقف السياسية –المطلوبة- هو احترام المواطن والانسان واحترام كرامته فأذا توفرت هذه القيم تتوفر المواقف السياسية التي تعكس ارادة الشعب.

 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio