بركة: حلول الحكومة تُغدق على الجمهور بالأوهام وعلى أصحاب العمل بالمال

بركة يحذر في جلسة برلمانية من محاولات الحكومة تيئيس الجمهور من الأطباء ودفعهم للطب الخاص

بركة يوجه تحياته للأطباء الذين يخوضون نضالا عادلا ويحذر من محاولات الحكومة للتفريق بينهم

أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في الكنيست، مساء الأربعاء، أن الحلول التي تطرحها الحكومة لحل القضايا الاجتماعية الناجمة عن سياستها الاقتصادية الهدامة، "تغدق" على الجمهور العام بالأوهام، ولكنها في نفس الوقت تغدق على أصحاب العمل وكبار أصحاب رأس المال بالأموال، وهذا هو جوهر السياسة التي ترتكز عليها حكومات إسرائيل، وهذا الحكومة بالذات.

وجاء هذا في نقاشين برلمانيين، في الهيئة العامة للكنيست، الأول حول غلاء الأسعار وتآكل الرواتب، والثاني حول استمرار إضراب الأطباء.

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

وقال بركة، إنه في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية الاساسية وتتراجع قيمة الرواتب، وفي قطاعات كثير من الاقتصاد حتى أن الرواتب تتقلص، فما نسمعه من الحكومة هو مقترحات لا يمكن ان تؤتي بما هو جيد للجمهور العام، وبالعكس بالنسبة لاصحاب رأس المال، فكي تخفض أسعار الحليب أعلنت عن فتح الأسواق أمام الاستيراد، وهذا يعني منافسة البضائع المحلية، وبالتالي فإن المشاغل والمصانع المحلية ستبدأ بتقليص حجم انتاجها ما يعني مباشرة تقليص عدد العمال وقذفهم إلى سوق البطالة والفقر، في حين أن الاستيراد سيؤمن أرباحا ومداخيل ضخمة للمستوردين، بمعنى اصحاب المال.

بدعة الضريبة السلبية

وتابع بركة قائلا، أما بالنسبة لتراجع قيمة الرواتب وتقلصها، فبدلا من أن تأتي الحكومة وتقوم بخطوة جدية لرفع راتب الحد الأدنى بشكل حقيقي، وليس كما شهدناه في الشهر الأخير بتواطؤ واضح من قبل الهستدروت، فإنها تطل علينا ببدعة الضريبة السلبية، وهي عبارة عن فتات يدخل إلى الرواتب المتدنية من الخزينة العامة، ولكنها لا تحتسب ضمن الراتب الأساسي، بمعنى ان العامل أولا، لا ينعم من هذه الزيادة في احتساب الراتب التقاعدي وصناديق الضمان، وثانيا، فإنها ضريبة جاءت لتخفف على اصحاب العمل وتعفيهم من زيادة الأجور.

وأضاف بركة، والى جانب هذين العاملين الأساسيين، فإن هذه الضريبة السلبية أصلا هناك صعوبة في تحقيقها، إذ يُطلب من العامل اجراءات بيروقراطية معقدة، في حين أن ليس كل الجمهور واع عليها، ومن ناحيتنا فإننا ندعو الحكومة إلى وقف هذه الخدعة الخبيثة، والاتجاه نحو رفع حقيقي للأجور، ودعم للمواد الغذائية الأساسية، وعدم تركها للسوق المنفلت لجني الارباح الضخمة منها على حساب الشرائح الفقيرة والضعيفة.

خطر توسيع خصخصة الطب

وفي الجلسة الثانية لبحث إضراب الأطباء، حيا النائب بركة جمهور الأطباء على نضالهم العادل والمسؤول، وحذرهم من محاولات الحكومة تارة لضرب نضالهم في نظرة الجمهور، وتارة أخرى في التفريق بينهم من خلال تمييز شريحة على حساب الأخرى.

وقال بركة، إن الاطباء يخوضون نضالهم بشكل مسؤول، فهم لم يتركوا العمل كليا، ويقومون بكافة الأعمال الضرورية والملحة من أجل حماية حياة الناس، وبدلا من أن تسرع الحكومة في التجاوب مع طلباتهم العادلة، فإنها تماطل وتماطل، وفي هذا محاولة بائسة من أجل خلق نقمة بين الجمهور الذي بحاجة إلى خدمات طبية، ضد الأطباء أنفسهم، ودفع الجمهور نحو الطب الخاص، كي يكون فاتحة لتوسيع قطاع الطب الخاص، الذي تغذيه وتنميه سياسة الحكومة على مدى سنوات من خلال قنوات مختلفة.