1- العنف والقتل
انه شبح مخيف ، أصبحنا نبيت ونصبح على أخبار القتل داخل المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل . عنفٌ وقتل داخل الأسرة ، وقتل بين عصابات الإجرام التي تجنِّد لصفوفها شباباً يعملون بالسُّخرة ، لصالح رؤساء هذه العصابات . وعنف وقتل بين العائلات والحمائل ، وإحياء لثارات قديمة . فما بين قاتلٍ مستأجر ينفذ أمر القاتل المتخفِّي الذي يصدر الأوامر ، وما بين قتيل لمجرد الشبهة ، أو لمجرد الانتماء للفصيل والعائلة المستهدفة ، سفكت دماء كثيرة ، وأزهقت أرواح عديدة . وأصبحنا في كثير من الأحيان يصدق فينا وصف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لزماننا :
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });" لا يدري القاتل فيم قَتَل ولا المقتول فيم قُتِل". كيف لنا أن نوقف شلال الدم ؟ وكيف لنا أن نمنع الجريمة القادمة ؟ ومن المطالب بالقيام بواجبه من اجل وقف هذا الإجرام ؟. والجواب: كلنا مطالبون : جماهير وقيادات ، مربُّون ووعّاظ ، وجهاء ومسئولون إضافةً إلى دور رئيسي ومهم للشرطة وأجهزتها الاستخباراتية ، والمعلوماتية .
على الشرطة ووجهاء الحمائل والعائلات مهمَّةُ وتعقبُّ ، النزاعات المختلفة المرشحة لتكون مسرحاً للجريمة , ومحاولة نزع فتيل الأزمة قبل تفاقمها . وعلى كل أصحاب المسؤوليات الدينيّة والاجتماعيّة , التربويّة والسياسيّة أن يحذّروا , وينبِّهوا ويربّوا ويهذّبوا , ويبذلوا كل الجهود من اجل الردع والتحذير من تفاقم ظاهرة العنف والقتل عسانا أن نوقف شلال الدم النازف , ونمنع مزيداً من التدهور والدمار لمجتمعنا .
2- الكحول والمخدرات
الإحصاءات حول انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وشرب المسكرات في وسطنا العربي مرعبة ومثيرة للقلق . في المدارس , في محطات الوقود , في الملاهي والمدن الإسرائيلية . هدر للأموال , وهتك للأعراض , وضياع للمروءة ودمار للأُسر وخراب للبيوت . إنها أيضا مسؤولية الجميع أن يتنبّهوا إلى أثر ذلك كله على فساد المجتمع وضياعه وتحطّمه . قد تبدأ الظاهرة بالتدخين (دلعاً وحب استطلاع ) , ثم إدمان "ونرجيلة" , وأقراص حشيش ثم مخدرات خطيرة , وخمور ومسكرات .
فالويل كل الويل لتجّار ومروجي المخدرات والخمور , الذين يحملون أوزار كل من يبتاع منه , فيسكر ثم يرتكب جريمة أو فاحشة . والويل لأصحاب المحلات والحانات التي تسوّق هذه المحرمات . الويل لهم من عذاب الله في الآخرة, وعسى أن تطالهم العقوبة الرادعة في الدنيا , أو يهديهم الله تعالى فيكفوا عن نشر هذا الأذى.
3.الجهل والتسرب والتحصيل الدراسي المنخفض
شريحة أبناء الثامنة عشر في كل عام , والمؤهلون للتخرّج من المدارس الثانوية بشهادة التوجيهي يُعَدُّون بمئات الآلاف في مجتمعنا العربي الفلسطيني . ولكن كم هي نسبة من يتمُّون دراستهم فعلاً ويتخرجون بنجاح . ونجاحهم عن جدارة وليس غشاً . إنها نسبةٌ ضئيلة ولا شك , وخاصةً في شريحة الذُّكور وإذا استعرضنا نسبة الملتحقين من بين هؤلاء بالجامعات نجدها أقل وأقلّ .
على هؤلاء يعلِّق المجتمع أماله , حيث أن التربية والتعليم والثقافة الجامعية. الشرعية والإنسانية والمهنيةَّّ كفيلةً باجتماعها أن تنتج جيلاً واعياً راقياً منتجاً وحريصاً على مصالح مجتمعه , بل قادر على الإسهام في التخفيف من أعباء هذا المجتمع ومشكلاته .
إن الجهل رديف الفقر والجريمة والجاهل يعجز عن معرفة حالته المتردية اجتماعياً , دينياً واقتصادياً . فهو جاهل ويجهل انه جاهل. قد لا تصل إلى مسامعه كل المواعظ وإذا وصلته لا يعقلها . ولا تبلغه كل الكتابات والمقالات والنشرات التي تعالج حالته الخاصة والعامّة . وإذا وصلته لا يقرؤها فأنىَّ له أن يفهمها ، أو يطبقها . وعليه فان كلُّ جهد يُبذل من اجل
تحفيز أبنائنا وتشجيعهم على التفوّق الدراسي , وإكمال دراستهم الجامعية , وتوجيههم التوجيه السليم لاختيار التخصُّص المناسب , هي جهود مباركة, وتصبُّ في مصلحة المجتمع عامةً وفي حفظ سمعته وكرامته وبقائه وصموده في وطنه وخدمته لشعبه وأمَّته .
4.التفكك الأسري وسوء المعاملات في البيوت
كم من بيوت عربية في مجتمعنا العربي تصبح وتمسي على صراعات ومشاحنات . فيها عقوق للوالدين , أو ظلم للزوجات , أو إهمال لشيخ مسن أو عجوز مقعدة. كم من حالات طلاق لو بحثت عن أسبابها لوجدتها تافهة كان بالإمكان تجاوزها . كم من امرأة تستنكف عن طاعة زوجها فيكون ذلك سبب في تسيُّب الرجل وتهتُّك المرأة . وما مصير الأبناء والبنات اللذين يعيشون في مثل هذه البيوت . لقد وصل الأمر بالرجل يقتل زوجته , وبالزوجة تشتكي زوجها فيُسجن على إثر ذلك, بل بلغ الأمر بالأبناء أن يذلون آباءهم ويجرجرونهم في المحاكم .
هذا التفكك الأسري وهذه المعاملات غير الإنسانية وغير الإسلامية , أدّت إلى خراب كثير من البيوت فانتشر فيها الفساد وكانت بيئةً خصبةً للجريمة والفاحشة والظلم والفجور.
فلنجعل لشئون الأسرة العربية والعلاقات داخل الأسرة الواحدة حظاً كبيراً من اهتمامنا وتوجيهنا وتثقيفنا , لعلنا نتدارك شيئا من هيبة هذا المجتمع , قبل ضياع كل شي , وفساد بقية ما تبقى من مكوِّنات هذا المجتمع.
5. مخططات الأعداء واذرع المنافقين والمجرمين المساندة لهم
إضافة إلى ما أسلفنا , فان مجتمعنا العربي والفلسطيني معرّضان لهجمات شرسة من جهات خارجية معادية , وفي جبهات مختلفة يصعب رصدها وتعقبها من اجل اتقائها وتجنب إخطارها . وغالبا ما يُّلاقي هؤلاء الأعداء والمتربصون أعواناً لهم من بني جلدتنا يروِّجون لسياساتهم وأهدافهم ويسهلون عليهم مهمتهم . ومن بين هؤلاء :
أ- وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات ومواقع الانترنت التي تبث الفساد والتسيُّب والرذيلة . ب- دعاة التجنيد الباطل وخيانة الشعب والأمة والتجُّسس عليها وإفساد شبابها . ج- دعاة فساد الشّباب والفتيات وتعريضهم للفتن والانحراف الأخلاقي . د- أجهزة الدولة بأذرعها المختلفة التي تُلاحق الشرفاء وتهدم البيوت وتصادر الأراضي , وتهدد مستقبل الأجيال وثباتهم في وطنهم . وغيرها الكثير الكثير .
إذا عُرف السبب ذهب العجب
إذا عُرف السبب ذهب العجب تكاد تكون الأسباب لجميع الظواهر التي أسلفنا , ووقوع الكثير في براثنها هي أسباب موحَّدة . ومن خلال معرفتها يتحدّد العلاج عن الخطط التفصيلية , والجهود المتكاثفة والبرامج الواقعية الملموسة والجادة لمحاربة جميع الظواهر .
أعظم أسباب الوقوع في هذه النكبات هو الجهل والجاهلية ، بعدٌ عن الله وعن دينه , وجهل بطبيعة هذا العصر وتعقيداته . والذي لا يعرف الله تعالى ولا يحلّ الحلال ويحرِّم الحرام فلا تستغرب منه عنفاً أو قتلاً أو ظُلماً أو فساداً أو خيانةً . فمهمتنا إذاً تبدأ بالتوعية الدينية والتثقيف الوطني والسّياسي ، والعلم الجامعي والتخصّص المهني . يجب أن نزرع في أبنائنا الهمَّة والعزيمة الذَين يؤهلانهم ليكونوا منتجين ، معطائين ، ايجابيين ، جادّين وأصحاب مسئولية .
وريثما يتحقّق ذلك فلا بُدّ من برامج ومخططات مدروسة ومنظّمة لمعالجة القضايا المطروحة , ومحاولة الحدّ من الظواهر المتفاقمة وحصر خطرها , ومعالجة أثرها ونحن الدعاة ولا شك جزءٌ لا يتجزأ من كادر المصلحين المرتقبين , نضع أيدينا بأيدي جميع الشرفاء وأصحاب الهمم والمخلصين في خدمة هذا الشعب الذي أنهكته هذه الخطوب وتكاد تزلزل أركانه وتدمر بنيانه .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio