اخبار محلية

الاشاعة القيل والقال - علا عيسى

20:57 16/12 |
حمَل تطبيق كل العرب

نحن في زمن يكثر فيه القيل والقال, نحن في فتره تروج فيها الأقاويل والأكاذيب ونحن في فتره تعتبر لدى البعض منبعا للتفنن والتزوير, نحن على أبواب الانتخابات، حيث لا يرقب بعض الأشخاص في الناس إلا ولا ذمه, نحن في أوج تعاظم داء الاشاعه فما معناها؟؟.  ما هي أهدافها؟؟. وكيف نخفف منها أو نقضي عليها؟؟. سأجيب على بعض الاسئله مستندا إلى احمد نوفل الخبير في هذا الجانب, الاشاعه في احد التعريفات:" كل قضيه او عبارة مقدمه للتصديق تتناقل من شخص إلى شخص أخر دون أن يكون لها معايير أكيده للصدق"، وهي تعتبر من اخطر الاسلحه الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص وكم أقلقت من أبرياء وحطمت عظماء وهدمت وشائج وتسببت في جرائم وفككت من علاقات وصداقات، الخ. والاشاعه جزء حيوي من الحرب النفسية، وهي وسيله بلبله دائما والبلبلة الفكرية والنفسية مفتاح الى تغيير الاتجاهات واللعب بالعقول ثم السيطره والتحوير الفكري وغسل الدماغ, والاشاعة سلاح بيد المنحرفين تستعمل للسيطرة على الاتجاهات الشعبية وزعزعة الوحدة الفكرية والانتماء والتماسك الاجتماعي. الاشاعة لها صلة بالرأي العام وهي من عناصر مكوناته والمؤثرة فيه ولئن ساهم الرأي العام في صناعة الاشاعة فإنها تعود بدورها لتصنع الرأي العام وتؤثر فيه وتسيره الوجهة التي  تريد.للاشاعة قدرة على تفتيت الصف الواحد والرأي الواحد وتوزيعه وبعثرته فالناس أمامها بين مصدق ومكذب ومتمرد ومبلبل, من أهم أهداف الاشاعة هو بث الفرقة والشقاق والنزاع في الصف الواحد، ثم في تفريق الحلفاء والأصدقاء للتخلي عن نصره شخص أو حزب أو حركة معينة وأحيانا يكون هدفها تحييد بعض الجهات والأشخاص إذا كان الأمر المطروح يتعلق بعدة أهداف. كذلك فان الاشاعة تستخدم أحيانا كطعم لتصيد المعلومات لإجبار جهة على الكشف عن مزيد من المعلومات والحقائق المجهولة للبعض، كذلك أيضا من جملة أهدافها الخفية هو التشكيك في سلامة وعدالة الهدف الذي يناضل من اجله أو أنها تستخدم أحيانا كستارة دخان تعتمد على جزء بسيط من الحقائق والمعلومات ليؤدي الأمر الى اضطراب في مدى قدرة مروج الاشاعة في الحصول على المعلومات, إن خطورتها أحيانا فاق التصور ولا تكون سلاحا إلا بأيدي من ماتت ضمائرهم، وبأيدي من يقول ويدعي أن كل شي جائز في السياسة. ربما كان الأمر كذلك، ولكن لكل شيء أصول وخطوط حمراء طالما أننا نتعامل في قضايا كثيرة مع خصم وليس عدوا، وطالما نحن ليس في ساحة الحرب وطالما نحن شعب واحد  وأهل.ونحن نعلم من يقف أحيانا وراء إطلاق  العنان للإشاعات ولحاجه في نفس يعقوب، تريد تفتيت وزرع الشكوك في البيت الواحد والصف الواحد, ورجالات هذه الجهات لا ينفذون الا سياسة الأسياد انطلاقا من القاعدة الذهبية للسياسة البريطانية القديمة " فرق تسد "، يخطئ من يظن أن تفادي الاشاعة وعلاجها يأتي فقط بتوفير المعلومات الصحيحة وتضييق الخناق عليها فالمعلومات والجدل، وتفنيد الاشاعة ليست كافيه لمحو الإشاعات التي تعيش على المخاوف والأحقاد، لان الدوافع المتواجدة خلف هذه الإشاعات تمتد جذورها عميقا في نفوس من يروج لها ومن الصعوبة اقتلاعها من نفوسهم, لذلك فان الشرط الأساسي لمعالجتها هو التماسك الاجتماعي والثقة المتبادلة بين مختلف فئات الشعب الواحد والبلد الواحد بين القاعدة والقمة أيضا, كذلك فان عدم تناقل الاشاعة وسيله من وسائل العلاج كما وان محاربة مصدر الاشاعة المباشر ( هذا إذا عرف ) وتطويقه وتفويت الفرص عليه هو أنجع الطرق وأحيانا يكون عدم الرد والتجاهل ناجحا أيضا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio