مقالات

حازم القواسمي: من المسؤول عن الضياع الفلسطيني؟

كل العرب 14:21 03/12 |
حمَل تطبيق كل العرب

حازم القواسمي في مقاله:

 

على القادة الفلسطينيين أن يرددوا أنه لا يوجد طريق لحل الصراع مع الصهاينة إلا بالمفاوضات

 

 

لا يعقل أنه لا يوجد من الفلسطينيين اليوم من يتحمل مسؤولية الطريق المسدود الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية

 

من يتحمل المسؤولية عن الاعتراف الفلسطيني بدولة الكيان الصهيوني الغاصب، وجر العرب للتطبيع معه؟

 

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

إعطاء الوقت للكيان الصهيوني ليستمر في مخططاته التهويدية وفي قضم الأرض وهدم البيوت وتشريد الفلسطينيين، هو بمثابة المشاركة معه في الجريمة

بالتأكيد ليس بيّاع الطرمس والبليلة هو المسؤول عن الوضع الفلسطيني المزري الذي وصلنا إليه في نهاية عام 2010. وبالتأكيد أيضاً لا يعقل أنه لا يوجد من الفلسطينيين اليوم من يتحمل مسؤولية الطريق المسدود الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية. فبدلاً من أن يحصد الشعب الفلسطيني مكاسب سياسية ملموسة على الأرض، بعدما قدّموا أرواحهم واستنزفوا كل ما يملكون في انتفاضتين متتاليتين عامي 1987 و 2000، نجد اليوم القضية الفلسطينية في مهب الريح، يتلهى بها أعداؤنا وأعداء الإنسانية الذين لا يرحمون.

الحكام العرب

لقد خدعنا الغرب المستعمر وأذنابهم من الحكام العرب بوهم التسوية مع الصهاينة، وفرضوه بشكل أو بآخر على القيادة الفلسطينية في ثمانينات القرن الماضي، واخترعوا أوسلو وسلطة وهمية وأجهزة أمنية. وبعد أن أحضروا من تبقى من القيادات الفلسطينية من الخارج، قاموا باغتيال من استعصى عليهم مثل أبو علي مصطفى وأبو عمار، وأبقوا الباقي في قفص لا يتحركون ولا يتنفسون إلا بإذن الإسرائيلي. وكان على القادة الفلسطينيين أن يرددوا أنه لا يوجد طريق لحل الصراع مع الصهاينة إلا بالمفاوضات. واستمرت المفاوضات العبثية الرسمية عشرون عاماً، وكل الذي حققته هو الأمن والأمان للصهاينة بأيدي فلسطينية بينما أضاع الفلسطينيون كل شيء وعلى رأسها الأرض والأمان.

طريق المفاوضات الفاشل

فمن يتحمل مسؤولية طريق المفاوضات الفاشل؟ ومن يتحمل مسؤولية الوقوع في فخ أوسلو ووهم التسوية؟ من يتحمل مسؤولية السكوت عن التوسع الاستيطاني، وعن ضياع القدس؟ من يتحمل المسؤولية عن الاعتراف الفلسطيني بدولة الكيان الصهيوني الغاصب، وجر العرب للتطبيع معه؟ من يتحمل المسؤولية عن عشرة آلاف أسير ما زالوا ينتظرون الفرج، وقد جفّ الدمع في عيون أهلهم من كثرة البكاء على فراقهم؟ من يتحمل مسؤولية السكوت على هدم بيوت الفلسطينيين في القدس وهدم قرى فلسطينية كاملة؟ من يتحمل المسؤولية عن عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين حتى الآن؟

المحتل الصهيوني؟

من المعروف أنّ الكيان الصهيوني الغاصب يتحمل مسؤولية كل المصائب التي ألمّت بالشعب الفلسطيني، ولكن ماذا عن الصمت الفلسطيني المطبق على هذه الجرائم؟ لا يعقل أن لا يفعل الشعب الفلسطيني شيئا إزاء كل القتل والهدم والتشريد الذي يلحق به على يد المحتل الصهيوني؟ وإلى متى الانتظار، ومتى سيبزغ فجر الحرية؟ إنّ إعطاء الوقت للكيان الصهيوني ليستمر في مخططاته التهويدية وفي قضم الأرض وهدم البيوت وتشريد الفلسطينيين، هو بمثابة المشاركة معه في الجريمة. فعدم الفعل هو فعل، والسكوت والانتظار هو أخطر ما يلحق في القضية الفلسطينية في القرن الواحد والعشرين. فاليهود الصهاينة يتمتعون على شواطىء فلسطين، بينما يذبحون أهلها يومياً.

التوسل والمساومة

لقد أصبح واضحاً للقاصي والداني أن اعتماد الفلسطينيين على أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة، وعلى تكرم اليهود الصهاينة، كان مصيبة كبرى وأفضت إلى طريق مسدود، بل أرجعت القضية ثلاثين عاماً إلى الوراء. فالتوسل والمساومة من موقف ضعيف لا يطرد المستعمر المحتل، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. اليوم، فلسطين من نهرها إلى بحرها كلها محتلة من الصهاينة، والمسؤولية تقتضي أن يتم مصارحة الشعب الفلسطيني، حتى يشحذ همته لمقاومة المحتل وفق رؤية نوعية جديدة تبدأ بإيلام الصهاينة في كل شأن من شؤون حياتهم حتى تدمير هذا الكيان الغاصب ولو بعد حين.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio