سالي خطيب تتساءل عبر العرب: لماذا تريد السفر؟

خاطرة عندما يصمم الحبيب على السفر بعيدا و لمدة طويلة : هل ستبعد عني ؟ هل ستترك الأرض التي التقينا على صدرها؟ هل ستذهب إلى بلد غريب لا تجد فيه سوى أوجه الغرباء ؟ هل ستغدو بعيدا في بلاد لا طيف لها ؟هل مللت صحبتنا أم مللت لقيانا ؟ستذهب بعيدا و سيذهب معك القلب و الحنين؟سيغادرني طيفك و يودعني صوتك و يأتي إلي الحنين و الألم و الاهات... سيأتي العذاب و الشوك....

لماذا تصر أن تزرع العوسج في عمري بعد أن زرعته بالبنفسج ؟ لماذا تريد أن تمحو اللون الليلكي الذي لونت به أيامي و تحل محله لونا رماديا كئيبا ؟

لماذا.... لماذا .... لماذا أحبك؟لماذا لا أستطيع أن أنساك ؟لماذا لا أستطيع أن أتحرر من سلاسل عذابك ؟ و لماذا أصرّ على أن أبقى أسيرة قسوتك ؟ لن أقول لك أكثر من هذا , و لكن أريد أن أقول لك شيئا أخير هو أنك أحب من في الدنيا إلى قلبي و أكره من فيها إليه .... أحبك لأن قلبي المنفي وجد وطنا بقلبك....و أكرهك لأنك استملكتني فأصبحت أسيرة هواك المعبود و ها أنت اليوم تعذبني ..تؤرقني ...و تتوعدني بالبعاد و أنا من لا يطيق البعاد ... أرجوك إبقى هنا و لا تبتعد عن قلب طالما هواك و طالما قتله الحنين إليك ....لا تبتعد عن عين أرمدتها دموع حبك المعبود .... لا تبتعد عني فأقسم لك أني لا أقوى على البعاد و ليس في يدي شيء يخفف لوعتي و يسكن حنيني ...فهل ستبتعد ؟؟و لكن اعلم أنك لو ابتعدت فقد أجهضت امالي و حطمت أحلامي ... و زرعت سياجا من الشوك في دربي ... و جبلا من الأحزان في عمري ؟ و ألحانا حزينة في صدى الليالي ... اعلم ذلك ثم قل لي وداعا و عندها سأجيبك سأبقى بانتظارك يا عمري.