لا أدري لماذا أكره الكلاب َ كل ّ هذه الكراهيــّة وأمقـتها كل ّ هذا المقـت ؟؟...
هل بيني وبينها عداوة أبديــّة ؟؟.. أم لأنــّها منافقة مخادعة ومداهنة ،، تتمســّح
بأذيال ثوب صاحبها من أجل لقمة متعفنة بائسة ككثير من الخلق ؟؟...
أم أنــّني أكرهها لقرفها ونجاستها ورائحتها الخبيثة ؟؟... أم لأنها مؤذية
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });لمــّــامة خنــّاسة ؟؟... لا أدري ــ حقيقة ــ ما هو السبب الذي دعاني لكرهها
ونبذها ،، لكنني كلما وجدت كلباً ،، سبقتني يدي إليه ،، تبحث عن حجر لرجمة وطرده
وضربه !!... ربما سيثير كلامي هذا أصحاب القلوب الرحيمة ،، ممن يحبون
الكلاب ويقتنونها ،، أو أولئك الذين ينتمون إلى جمعيات الرفق بالحيوان ،، لكن
هذا طبع في ّ أحبــّـه ولا أميل ُ للتخلص منه !!...
أذكر ُ أننا تعلمنا قصة في غابر الأزمان عندما كنــّا أطفالا ً ،، تتحدث عن وفاء كلب ،،
قدّم حياته فداء لصاحبه الملك ،، الذي خرج في رحلة صيد ،، وفي أثناء غيابه خرجت
أفعى كبيرة من جحرها ،، ونفثت السم ّ في إناء اللبن الخاص به !!.. وكان الكلب ُ جاثماً
بالقرب من المكان يرقب ويترصــّد !!... وعندما عاد َ الملك من رحلته ليدلق اللبن في
جوفه ،، اشتد نباح ُ الكلب ،، فأمر بطرده !!... لكن ّ الكلب الوفي ّ ،، لم يجد طريقة
لفداء وإنقاذ صاحبه أفضل من انقضاضه على الإناء بين يدي الملك ،، والإتيان على ما فيه !!..
مات الكلب الوفي في الحال ،، وعلم الملك مدى وفائه بعد فوات الأوان ،، فأمر َ أن يشيــّد له
ضريح ٌ ضخم ،، وأن تخلــّد َ ذكراه !!... لكن هذه القصة لم تنجح في تقريبي من الكلاب
قلبيا ً وجسدياً !!.. رغم أن القرآن خلــّد ذكر َ كلب أصحاب الكهف :" وكلبهم باسط ذراعيه
بالوصيد " ،، وكأنه يحرسهم ،، ورغم َ تدليل الكلب في هذا العصر العصيب ،، من تربية
رفيعة ،، وطعام خاص جداً ،، وعناية بنظافته ،، والتفنن في قص ّ فروته ،،
واصطحابه في النزهات والرحلات والمطاعم والشواطىء للتريض ،، والإنفاق
عليه وكأنه أحد أفراد العائلة وربما أكثر !!... فكم سمعنا عن كلاب كلــّفت أصحابها
الملايين ،، وشعوب بشرية كاملة تموت جوعاً وتــُحاصــَر !!...
بل إن ّ جثثاً بشرية في صبرا وشاتيلا نهشتها أنياب الكلاب ،، ولا زالت تنهشها
حتى يومنا هذا في العراق !!.....
وكم من الكلاب البوليسية المدربة التابعة لأجهزة الأمن والمخابرات ،، في دول عربية
مسلمة ،، ســُلــّطت وتسلــّط على أبرياء أحرار ،، لتعذيبهم حتى يقرّوا
بحبهم للحرية والإنعتاق من الظلم ،، فيموتون وقوفاً كالأشجار ،، أو ينهاروا
تحت وطأة العذاب فيسجدون عند نعال الحاكم يقبلونها !!...
أذكر بيتاً من الشعر كان يردّد المرحوم الخطيب المفوّه الشيخ كشك :
تموت ُ الأسد ُ في الغابات جوعاً ـــ ولحم ُ الضأن تأكله الكلاب ُ !!
وهو نفسه الذي قال يوماً : يقف الفقير في المحطة ينتظر الحافلة في يوم ماطر
شديد البرودة ،، وهو بالكاد يجد ما يستر به بدنه ،، فتمر ّ سيارة مارسيدس شبح ،،
ورأس كلب يطل ّ من خلف زجاجها إلى الناس وكأنه يسخر منهم ،، فيتحســّر صاحبنا
ويقول في نفسه بعد تنهيدة حارة تبدّد بعضا ً من قساوة البرد :" ليتني كنت ُ كلباً " !!..
لكنني أكره الكلاب ،، وسأظل ّ أكرهها ،، ولن أتمنى أن أصير َ يوماً كلباً ولو مت ّ جوعاً !!
ربمــأ تمنــّيت ــ كلــّما ضاقت بي الحياة ــ أن أكون َ طائراً حراً يجوب السماء الفسيحة
العريضة ،، يلتقط رزقه ويسبــّح ربه !!،، لكن كلب ؟؟ ،، أعوذ بالله !!....
ألم يضرب به رب ّ العزة مثلاً في الخســّة والدناءة والوضاعة ،، فذكر َ أن الإنسان
الذي يجري خلف الدنيا ويتبع هوى نفسه مثله ُ :" كمثل الكلب ،، إن تحمل عليه
يلهث أو تتركه يلهث " !!... فالكلب ُ يلهث باستمرار تقريباً لتبريد جسده ،، لأنه
لا يتوفر له شيء يــُذكر من الغدد العرقية إلا في باطن أقدامه فقط !!...
ولا أنسى يوماً قمت فيه بتسميم كلب أسودَ كبير ،، قهرني وأغضبني ،، بعد أن سرق لي حذاء
جديداً لم يمض على ابتياعه أكثر من يوم واحد !!... قتلته شر ّ قتلة !!... كما يفعل ُ
بنا أعداؤنا : يخلطون لنا السم ّ بالعسل ،، وانا خلطته له باللحم المفروم !!..
يعني وجبة " كفتة " شهية وطازجة ،، لكن ّ الموت َ رابض ٌ فيها ينتظر !!ـ
أعرف أن هذا حرام ،، وأن امرأة دخلت النار في هرّه حبستها لتموت جوعاً
وعطشاً ،، وأخرى دخلت الجنة في كلب ظمآن َ أسقته الماء بكفيها ،، لكنه
ذنب ٌ كبير من ذنوبي الجمــّة ،، التي أسأل الله أن يغفرها لي !!ـ..
لكنــّي مع عــظيم ذنبي ،، وجسيم زلتي ،، أكره ُ الكلاب َ ولا أستلطفها كالقطط
مثلاً !!.... رغم َ أن ّ للكلب فوائد كثيرة متعدّدة ،، كالحراسة ،،
والكشف عن الجرائم ،، وتتبع أثر الأعداء ،، وقيادة المكفوفين وإرشادهم ،، وغير ذلك !!ـ
أكرهها ،، وإن كانت الكلبة "لايكا " قد زارت القمر ،، وكثير ٌ منــّا يــُمنع من
زيارة أهله وأقربائه وأحبــّــائه ،، وقد مضى على غيابهم سنوات !!...
أكرهها ،، وإن عشقتها الممثلة الامريكية الشهيرة جنيفر أنيوستون ،، حدّ ممارسة الجنس
معها ،، والشعور بمتعة جسدية بالغة وسعادة فائقة !!....
لا بل وأشدّ من ذلك ،، أنــّني قرأت عن إحدى الشبقات ذات مرة ،، أنها قامت بدهن جسدها
بمادة مغذيــّـة تجذب الكلاب ،، وتمددت على سريرها بجسدها العاري المغري ،، وهي
تمنــّي نفسها بلحظات دافئة ،، ثم نادت على كلبها ،، فأقبل كالأسد الهصور ــ وما كان الكلب ُ
يوماً أسداً ـــ وهجم عليها وأخذ يعضها في جميع أنحاء جسدها بشراهة حتى قتلها !!..
أكرهها ،، وأعجب ُ كل ّ العجب من الذي ينامون مع الكلاب في أسرّتهم ،، ويصطحبونها
معهم في سياراتهم ،، ويأكلون معها ،، بل ويقبلونها قبلة فرنسية !!....
أكرهها رغم َ أنني سمعت ُ يوماً أحدهم يقول ــ عندما رأى فتاة جميلة رفقة كلبها ــ : ليتني
كنت أنا الكلب !!....
أكرهها ،، ولا أشتهي وصلها ــ لا كما يشتهي نزار ــ ،، وإنــّني أحب ّ كرهي لها !!...
أكرهها رغم أنــّني أقر ّ وأعترف بأن كثيراً من الكلاب أفضل من كثير من الناس !!..
فالكلب ُ على الأقل ّ لا يخون !!... وليت الخونة والعملاء يطالعون قصصاً عن
وفاء الكلاب ،، ويتعلمون درساً بليغاً ويتعظون !!...
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio