تحقيق الذات بقلم: محمد أبو ليل

أعيش حلماً أرسم فيه مرحلتي القادمة كلوحةٍ ولدت لتعلق بالمتاحف وتزين جدرانها, هناك من يتهمني بالنرجسية فأتساءل أما هناك شخصٌ يحب ذاته ويؤثرها على الدنيا؟ إن لم تكن كذلك فلن يتذكرك التاريخ, فالتاريخ لا يخلد إلا العظماء, وبصمة العظماء. فسل نفسك من تريد أن تكون؟ وكيف تجعل التاريخ يذكرك وينقش اسمك في ذاكرة الزمان غير القابلة للنسيان, بعقول المفكرين وبجد الباحثين عن الذات في حرقة الدنيا ونارها وبظلمات الغربة. أما من يختار عدم التميز فينساه التاريخ ويضيع لحده بين القبور.عيلك خلق وقت لمناجاة النفس ومحاسبتها, فكثيراً ما أقول لنفسي حين أخلد لمناجاتها لا تكن صلباً فتكسر ولا ليناً فتنحني, عليك المحافظة على قليلٍ من هذا وقليلٍ من ذاك, فلا تكسرك الريح إذا هبت, يمكنها أن تهزك لكنها لن تقتلعك إذا حافظت على قاعدةٍ راسخةٍ ومتينة.عليك بناء هذه القاعدة بأفكارك التي تطورها يوماً بعد يوم, بانتماءٍ لكل ما تفعله وعقلٍ ذي رؤيةٍ بعيدة يرسم المستقبل ويبني الأحلام. ولا تنس أن تحافظ على قليلٍ من الخيال ليكون صومعتك التي تخلد إليها وقت الحاجة لتتأمل، لتتفكر ولتطور نفسك وتبلور أفكارك كلؤلؤةٍ محفوظةٍ بأعماق البحر تنتظر صياداً يلتقطها فترى النور. تعلم كيف تغتنم الفرصة المناسبة في الوقت المناسب فهذا يقودك لنجاحٍ دائم يشع نضجاً واستقرارا.حلمي كبير أرسمه بنرجسيةٍ, أبنيه كقصرٍ أعلى التلة طامحاً أن أسكن فيه ذات يوم, وهناك لن أتوقف عن الحلم، وسيكون مولد لأحلام أخرى أصبو إليها. فلا تتوقفوا عن رسم أحلامكم بعناية ودقة, وعن بناء قصر ثقافتكم التي في طريقها إلى الضياع, إبنوا الأحلام ورصعوها بقليلٍ من النرجسية. إعملوا لرفع مجتمعكم فيخلدكم التاريخ ويحفر أسماءكم بأحرفٍ من نور في ذاكرته الماسية.