اخبار محلية

كتب عن مماته في أيام حياته: المرحوم محمد زعبي من سولم في آخر رسالة

كل العرب 15:38 08/04 |
حمَل تطبيق كل العرب

* المرحوم محمد زعبي في رسالته قبل وفاته وكأنه شعر بذلك:

- بكيت في جوف الدنيا، لتغدو لأول وهلة كنزهة.... رفت عيوني دمعاً وباتت تلملم الصدفة، خطت عيناي خطوة

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

فجاءت في بحر الظلمات، بحر لم يعرف شيئاً من الرحمة، وهال بعاصفة من الأمواج، وحدقت عيناي فيه لتصطدم بقاعه، فبت استصرخ النجدة ليس نجدة الغرق والرهبة، انما لأطلق طلقة الأحزان والفرحة

الموت... كلمة مرعبة تثير في النفس رهبة مثيرة، الموت مخيف، غامض ومرعب، ورغم ذلك فجميعنا مؤمن ان الموت حقّ على جميع البشر، ومهما طال بنا الزمان او قصر فلا بدّ لنا من ولوج بوابة الموت، لنستقر في الدنيا الآخرة، بعيداً عن كل من نحب، بعيداً .. هناك في المجهول.

فالموت لا يعرف كبيراً او صغيراً، قوياً او ضعيفاً، غنياً كان ام فقيراً، لا يعرف التكّلف والتصّنع لأحد، والطامة الكبرى أنه يطرق أبوبنا دون استئذان، او حتى دونما انذار، فترانا بتنا لا نعرف كيف نتصّرف؟، كيف لا ونحن نشرب خلال لحظات صغيرة كأس الموت المرّ كالعلقم.

المرحوم محمد زعبي

فما بالكم بعائلة تستقيظ لتفجع بموت احد افرادها الذي عاش معهم أجمل اللحظات وأسوأها... رباه كيف لهم ان يصدقوا انه وخلال دقائق مشؤومة قد تنعكس الطبيعة فنخسر عزيزاً غالياً، رباه كيف لأهل محبين أن يتابعوا حياتهم شاعرين بغصة فظيعة تكاد تمزقهم !!، كيف لهم أن يسعدوا وهم لا يستطيعون الثأر لأبنائهم؟ ولكن الثأر ممن؟؟ عدو غامض سرق منهم أطفالهم في سرعة البرق، شلالات من الدموع لا تستطيع غسل الحزن والألم، شلالات لا تستطيع إعادة ما ذهب.

رباه... وما بالكم بشاب كالزهرة اليانعة، أحس بقرب ساعة، فكتب... كتب طريقة مفارقته للحياة، وصف دقائقه الاخيرة في هذه الدنيا الفانية، فكان ذلك بعض ما قال:"بكيت في جوف الدنيا، لتغدو لأول وهلة كنزهة.... رفت عيوني دمعاً وباتت تلملم الصدفة، خطت عيناي خطوة، فجاءت في بحر الظلمات، بحر لم يعرف شيئاً من الرحمة، وهال بعاصفة من الأمواج، وحدقت عيناي في لتصطدم بقاعه، فبت استصرخ النجدة ليس نجدة الغرق والرهبة، انما لأطلق طلقة الأحزان والفرحة" – هذا كان آخر ما كتبه الشاب محمد أحمد زعبي ابن قرية سولم والذي لاقى مصرعه غرقاً في بحيرة طبريا، مساء يوم الاثنين الماضي عندما زارها بهدف الاستجمام مرافقاً شقيقه وابن عمه وبعض الاصدقاء، فعادوا جميعاً وبقي محمد تائهاً في اعماق البحيرة، لحين تم انتشاله في صبيحة اليوم التالي جثة هامدة ... لا حياة فيها !!!

وهنا لسان حالنا لا بد ان يردد "كلّ نفس ذائقة الموت، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت"...

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio