على ابواب السنة الدراسية الجديدة

07:48 16/08 |
حمَل تطبيق كل العرب

مهنة التعليم على مر ّالحقب والعصور,كانت ابدا رسالة مقدّسة,فيها ومن خلالها نبني النفوس ونشيّد صرح العلم والحضارة, ونسهم اسهاما مباركا في بناء النفوس كما يسمّيه شوقي , انها مهمة تسمو فوق كل مهمة.يعتقد الكثيرون ان رسالة المعلم هيّنة لا تستدعي جهدا كبيرا , بل وهناك من يذهب ابعد من ذالك "فيستكبر"على المعلم راتبه الضئيل ,فيروح يحسده عليه,ويعمل لسانه في الطعن بالمعلمين ان هم اقدموا على الاضراب من اجل تحسين ظروفهم المعيشية ورفع مستوى تعليم طلابهم , وقد انتبه المعلّم الشاعر الفلسطينيّ ابراهيم طوقان الى صعوبة مهنة التعليم فردّ على رائعة شوقي "قم للمعلّم"برائعة اخرى تنزف حقيقة وصدقا ,قال فيها:ويكاد يفلقني الامير بقوله           كاد المعلّم ان يكون رسولايا من يريد الانتحار وجدته         انّ المعلّم لا يعيش طويلاقالها ابن نابلس قبل عشرات السنين , قالهاعندما كانت السكينة والوداعة والاخلاق , لا تزال تستوطن بيننا , وعندما لم تكن "الحضارة" بعد قد غزت نفوس وعقول طلاّبنا .فالمعلم اليوم وفي ظروف كثيرة يعيش وضعا صعبا لا يحسد عليه, ويعلّم وهو مغلول اليدين, يخشى ان يزلّ لسانه بكلمة تجرح شعور طالب امتهن حرفة المشاغبة!!وعندها تقوم الدنيا ولا تقعد .فالطالب هذا بمقدوره ان شاء ان يهين المعلم ويلقي به في دوامة التحقيقات الشرطية , وقد لا يفكّه الحج الى كانوسا!!لا ابالغ , فأننا نعيش هذا الواقع " ونتمرّغ "فيه يوميا , وهو يهيمن على وضع جميع المعلمين , ولذالك تراهم يعتنقون مقولة اليأس : من شاء ان يتعلّم فليتعلّم !.قد ابدو مغاليا مسرفا في الشطط وربّ قائل يقول :ما كل الطلاب ينتظمون في بوتقة الاخلاق السيّالة هذه وليس كل الاهل يتحاملون على المعلمين.عندها ساقول "نعم"ولكن وللاسف الشديد ان ّ هذه الدائرة اخذة في الاتساع يوما بعد يوم , وهي تؤثّر سلبا على عملية التعلّم والتعليم , وعلى عطاء المعلّم , وتضيّق عليه الخناق وتزرع في نفوس باقي الطلاب عنصر التمرّد والعصيان.انّنا لا  نشتاق الى عصور "الارهاب"  و"الفلقة"  و"حلاوة يا سيدي حلاوة" ولكني اموت اشتياقا الى عصر احترام المعلم وتقديس القيّم والفضائل.واحنّ الى اللّحمة المتينة التي ربطت  الاهلين بالمدرسة . وبما اننا على ابواب  السنة الدراسية الجديدة , والتي اتمناها مثمرة خيّرة , تحمل في ثناياها علما وثقافة واخلاقا, وفي عطفيها سلاما وامنا , وعلى منكبيها زنابق الحضارة ونسرين المجد....فأنني اهيب بجمهور المعلمين وخاصة الصغار منهم الى اعتبار مهنة التعليم كما اعتبرها معلمونا الاوائل ,:رسالة مقدّسة تسترعي وتستدعي التضحية والبذل والتفاني, فلا يصحّ ان يتعوّد بعض المعلمين ويدمنوا على الغياب قائلين بلغتنا المحكيّة " اللّي مللّيها واللّي كاسرها واحد" كما يجب ان يأخذوا هذه الرسالة بجدّية تامّة, فيحضّروا ويطالعوا ويضعوا ابدا  الطالب في المركز , عاملين الجهود الجبّارة في سبيل خلق انسان واع ومستقل , يمتلك كل الوسائل للنهوض بنفسه بالمجتمع , فما عادت عملية التعليم حشو الرؤوس بالمعلومات.ثم ان المعلم الناجح ومن خلال تجربتي الطويلة في هذاالسلك , يحبّب الطالب بالموضوع ويجعله يعشقه عشقا سرمديا, هذا اذا كان المعلم نفسه يهيم بموضوعه ويعشقه, ثم يجب الاّ ننسى ان هناك دورا للاهل واخر للسلطة المحليّة والوزارة , فيجب على كل فئة ان تتحمّله بفنيّة واتقان , وعندها قد تكتمل الدائرة فنحظى بما نتوق ونصبو اليه .وكل عام وانتم بالف خير الرجاء من جميع المعقبين، التعقيب بصورة موضوعية، وعدم استعمال الالفاظ البذيئة والعنصرية، حيث قررت ادارة موقع العرب بالغاء كل تعقيب يحتوي على شيء يمس باي ديانة من الديانات الأخرى.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio