مقالات

مقال بعنوان مشهدان... بقلم: زهير دعيم

كل العرب 16:07 15/10 |
حمَل تطبيق كل العرب

* إن غذيت في فكرك الذئب الشّرير أفترسك وافترس الغير ، ,إن انت غذيت ذئب الخير !اكتفى واقتنع وشبع

* حقيقة لم أهضم المشهد ، خاصة وانهن كنّ سمراوات جميلات، وكيف أهضمه وهو ينتقص من الأنوثة الجميلة ، وينتهك المساواة ويغتصب العدالة والمنطق! ويؤلّه الفحولة التي تتباهى بالقشور والقياس

مشهدان من أرومة واحدة وقُماشٍ مختلف.

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

مشهدان تكوْكب فيهما الفساتين البيضاء الجميلة ، وتختال فيهما حوّاء في ليلة من ليالي العمر ، بل ليلة العمر.

مشهدان أعاداني إلى مرابع الصّبا والشباب والغَزَل.

المشهد الأوّل أثّر فيّ سلبًا ، وأثار غضبي واستيائي وتقزّزي.

مشهد احتفال ميلتون مبيلي ، الأسمر الجنوب أفريقي ، الذي تزوّج من أربع نساء في حفل زفاف واحد....ولم يكن ميلتون هذا بكرا إن صحّ التعبير، فهو قد صال وجال في دنيا النساء ، ولديه من زيجاته السابقة أحد عشر طفلا وطفلة!!

أربع نساء دفعة واحدة !!! يا الهي !!

كيف رضين _ هؤلاء الغضيبات- بهذا ؟ لست ادري .

وشدّني الفضول أن أشاهد الزوجات الاربع ، أتراهنّ من البشاعة بمكان حتى رضين بمثل هذه الصفقة ؟ومن رجل " يد ثانية" كما نقول في عالم السّيارات .

من الذي أجبرهن على ذلك ؟ أتراه الفقر والعوز ، أم المعتقد أم ماذا ؟

حقيقة لم أهضم هذا المشهد ، خاصة وانهن كنّ سمراوات جميلات، وكيف أهضمه وهو ينتقص من الأنوثة الجميلة ، وينتهك المساواة ويغتصب العدالة والمنطق! ويؤلّه الفحولة التي تتباهى بالقشور والقياس.

ويأبى الفكر الا أن يأخذني الى هناك ؛ الى أسئلة تزدحم تارة وتتفرّق أخرى :

من ستكون المحظوظة أولاً وتتبارك بالزيارة ؟

كيف رُتِّب الأمر ، أتراه بالتفاهم ، أم حسب الأبجدية ، أم العمر نزولا او صعودا ، أم بالقرعة ؟

والأدهى والأمرّ من ستكون المرأة القديمة- وكلهن في الهوا سوا-

يبدو الأمر مضحكا ، ولكنه في جوهره مُبكٍ ، حزينٌ ، بائسٌ ، مُذًلٌّ، يفترس كرامة الإنسان الأنثى والذكر على حدٍّ سواء ، وينتهك المشاعر تحت غطاء الدين والمعتقد في حين ان الشهوة والانفلات هما السبب والمسبّب.

والمثير للاشمئزاز تلك المقولة التي يتشدّق بها هؤلاء القوم : إن الزواج من كثرة هو مناعة ضد الخيانة ، وهو صون من الوقوع في علاقات غير مشروعة!!!

يا الهي !! من قال ذلك ؟ من قال أن الإنسان فُطِرَ على افتراس الكثيرات ؟

المسألة ايمان وقناعة وتهذيب للشهوة .

المسألة تتعلّق بالفكر والعقل النيّر الذي يدير هذا العضو المتمرد ام ذاك؟

المسألة تتعلّق بالمبدأ الذي تغذيه ، فإن غذيت في فكرك الذئب الشّرير أفترسك وافترس الغير ، ,إن انت غذيت ذئب الخير !اكتفى واقتنع وشبع.

أمّا المشهد الثاني ، فهو مشهد ولا أحلى ،يسحر الألباب فعلا ويطير بك الى مملكة الأحلام ودنيا الخيال .

أربعون الفًا من العرسان ، نصفهن باللباس الأبيض والطرحة الجميلة ، وكلهم مع البسمة الحيّية والنظرات الحالمة ، التي تنظر الى المستقبل بشوق وترقّب وإيمان.

منظر ولا أجمل تجلّى عند احتشاد أربعين ألف شخص ، يرمون الى تتويج زواجهم ببركة القس ميانغ مون ، رئيس كنيسة التوحيد في كوريا.

نظرتُ وأنعمت النظر ، ما أحيلاه من منظر ...آلاف الأحلام وآلاف الآمال ، وآلاف التطلعات ترنو إلى الأفق البعيد ولا سؤال ولا استفسار ولا قرعة ولا تلبّك ، الكلّ واضح مكشوف و سويّ.

مشهدان ....واحد يعود ويرجع بك الى الوراء ، والثاني يأخذك في قفزة نوعية الى الغد، ونحو الشعور مع الغير والتواصل معهم في هذه الظروف الحياتية والاقتصادية الصعبة.

مشهدان من أرومة واحدة ...أرومة الرجل والمرأة ، واستمرارية الحياة المباركة ..ولكن القماش يختلف ، والعقلية تختلف والرؤيا تختلف.

مشهدان يخبران بوضوح اننا في أخريات الأيام.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio