كانت هناك نحلة تتجول في البستان وولد يأكل ثمر التوت اللذيذ . اصطدمت النحلة بيد الولد أثناء طيرانها . قال الولد : لماذا فعلت هذا أيتها النحلة ؟ "لم اقصد ذلك " ، أجابت النحلة وهي تطير مبتعدة عنه .لكن الولد أخذ بملاحقتها . قررت النحلة مواجهته وتلقينه درساً لن ينساه. قال الولد في نفسه : أملك الآن عصا ورداءاً واقياً من لسعات النحل .أما النحلة فقالت في نفسها سأستعين على المعتدي بأخواتي النحلات لأنه لا قبل لي وحدي عليه .نادت النحلة أخواتها النحلات وشرحت لهن الأمر . فوضعن خطة تجعل الولد يتراجع عن هجومه ويعترف بغلطته .هجمت مجموعة من النحل على الفتى من الأمام فأخذ الفتى يلوّح بالعصا والنحلات يناورن كي يتّقين ضربات العصا ، في حين قامت مجموعة أخرى بمهاجمته من الخلف دون أن يلسعنه .أخذ الولد يضرب بعصاه في الهواء للأمام وللخلف ولجميع الجهات دون أن يصيب النحلات بأذى. بقي يضرب ويضرب حتى أصيب بالدوار والإنهاك فسقط على الأرض واخذ يستجدي النحلات بالتوقف . أمرت النحلة صديقاتها بالتوقف والكف عن الهجوم ، ثم خاطبت الولد قائلة : " الأبطال الحقيقيون سلاحهم الحكمة وليس قوة العضلات والعصي " .قال الولد :" أنت مخطئة ومصابة بالغرور "قالت النحلة : يبدو أنك لم تتعلم من الدرس وإلى لقاء في صراع قريب " .طارت النحلة بشكل متعرج ولسعته في موضع حساس ، ثم أسقطته أرضاً وقالت له:أتستسلم؟ قال الولد:" نعم ، ثم اضاف انا الآن أريد اخماد نار ألم اللسعة ". ثم مسحت على بموضع اللسعة بقليل من الشهد فشفي ، ثم قالت :"لنفتح الآن صفحة جديدة ، ولا تنسى أن تأتي لأخذ العسل كلما أحتجت له ".