اخبار محلية

أفكار وقيم لازمتنا. تفقد مصداقيتها

14:20 14/07 |
حمَل تطبيق كل العرب

ذهبت إليه قاصدا بعض المطالب, التي كنت قد تعاقدت معه عليها, وكل ذلك من اجل الوفاء بالرسالة الاجتماعية والعادات الأخلاقية والأدبية, لطالما تحدثنا سوية عنها في ظل غياب وانقشاع سحابتها تدريجيا من مجتمعنا الذي كان عربيا خالصا؟!! واليوم أضحى يتباهى بمظاهر التطور التكنولوجي الغربي وتقليد مفاتنها ومظاهرها المزعزعة للأبدان , والمخلخلة للأحاسيس , والفارغة من المضمون الخلقي المألوف والمتعارف علية اجتماعيا وتربويا من سنوات عربية نقية خالصة ,كما لو نبكي على أطلالها  الخضراء اليانعة , التي أضحت في عداد اليابس والجاف , من حرارة الشمس الحارقة, أو كما لوسقطت عليها صواريخ من خلال معركة حربية وأدت إلى اشتعال أطرافها , لا بل كافة جوانبها وتلالها ولم تبق منها إلا القليل الذي لا يذكر؟!!بهذه اللهجة والأحاسيس والمشاعر المحروقة والمحزنة.. حدثني الشيخ الجليل عربي الأصل والأصالة, ودموعه تنهمر على وجنتيه من خلال تجاعيده البارزة والواضح منها وقار الشيخ ومصداقيته وطهارة ما ينطق به, وحسه العرقي لفقدان أشياء ضاعت وفي طريقها إلى الزوال.. ويقول :هل من منقذ لها يا شباب؟!. ومن خلال جلسة هادئة, تسللت عبر الفكر والذهن المسترسل , حكايات زمان, واحترام الكبار من قبل الصغار في القول والفعل , العون والوصل,التشويق والتمني, المجاملة الصادقة , والمساعدة الحقيقية وبدون مقابل, عكس ماهو حاصل اليوم, ومن يود تأدية خدمة , فيشرط المقابل قبل البدء بها ... ومن ضمن حكايات والهرج والمرج بيننا , استدار هذا الكهل من مكانه ليرتب جلسته المعتاد عليها (القعدة العربية) , فما كان منه إلا الاسترخاء والتواصل بأحاديث وحكايات عن الماضي ومن زمان في ظل امة عرفت بحق وحقيقة طريق سلس اسمه(الوجدان) ومنه تفرعت أسس العلاقات من الحب والدفيء والحنان , والذي هو : منقطع النظير في هذه الأزمان , فهل ياترى تغيرت معالم الإنسان والزمان , في ظل ركب الحضارة المتطورة والمزيفة يا أهل الأرض والإنسان؟!! وإذا كان هذا يحدث كما هو الحال والأحوال , فعفي الله عما مضى من طينة ابن آدم من قديم العصر والاوطان... وهل من تفسير مقنع لهذا التصرف يا إخوان؟!! وبعد إن سمعت تأوهات الكهل البريء وما يخالج شعوره واحاسيه الصادقة في كل كلمة من الماضي وأيام زمان, قلت له: أوافقك الرأي يا شيخي , فنحن أصبحنا امة لا تحترم بعضها , من كثرة حبنا للمال والسيطرة على عقولنا وضمائرنا , صرنا نبيع الصدق والشرف في أسواق التداول النقدية مقابل من يدفع أكثر من الأموال؟.. فهذا عالمنا ذو الركب والحضارة يا شيخنا الجليل, حين لا نريد لبعضنا الاحترام وهدوء البال؟!.. فما ردك في عصر يمشي , يبيع الفكر والشرف والصدق والضمير بأبخس القيم والأثمان, وهل يمكنك الاعتماد على تطوير مجتمع مثقف ومتعلم بفضل السباق من اجل من يدفع أكثر من المال؟!!. ورد الشيخ: يا ابني لهذا الحد وصل مجتمعنا من هذا الوصف الرديء وقلة الحياء في التعامل الإنساني وحتى بدون دفع فاتورة الشرف إلا ومقابل دفع المال ؟!... وهل هذا النمط مر عليه الكثير من الوقت والزمان؟!, وهل نساءنا تقلدت نفس الأساليب والعادات والمنوال ؟! وهل أطفالنا وأجيالنا المقبلة ستصبح متخلفة ضمن مركب ومجتمع يبني نفسه على اللجوء إلى المال وفقط المال؟!.. باختصار يا شيخنا فقدنا اعز ما نملك في هذه الدنيا من قيم اجتماعية وتربوية , وعنف كلامي , وهدم معنوي اجتماعي , وخرق قواعد الحياة الأصلية والمتعارف عليها قديما, وكل ذلك مقابل ما يسمى التطور ضمن الحضارة الغربية الصاخبة , فلو قمت معي وركبت سيارتي بجولة في البلد والمدينة , والتي كانت قرية الكل يعرف بغضها, لما تعرفت على احد من الأجيال الصاعدة , ولكنها نازلة بعكس التيار , من مناظر حالقي الرؤوس الغريبة العجيبة , ومن ألوان الشعر المتنوع والمصبوغ عند الفتيات , ومن السياقة المتهورة في الشوارع التي تحصد الأرواح بأبخس الإثمان , ومن قلة الحياء وعدم الاحترام للغير, و بمجرد نصيحة مجانية؟!!. يرمونك بتهم قلب الموازين ومن خلال حيل بائسة في الطرح الجماعي , يصنفوك كما لو كنت بضاعة عدت ونفذ تاريخ صلاحيتها وكل ذلك من اجل الغوص في الوحل والطين وترهات الضياع والفقدان. ولو سألت عن المدارس يا شيخي لقلت أنها في طور الانقراض من مصطلحها المدرسي التربوي , فأضحت مسرحا للقتال والعنف الجسدي تجاه البعض من الطلاب وتجاه المعلمين والمدراء, والسبب واضح لما نفذ تاريخه من العادات والتقاليد العربية المألوفة , وبالطبع القوانين المسنونة من الوزارة والديمقراطية التي تحمي الطفل والولد والمرأة , والمصيبة الكبرى تبقى في رقاب الكبار المسئولين الذين يدفعون الثمن الباهظ, وبذلك يا شيخي فقدنا البوصلة , كما لو كانت دولة قائمة على دستور قديم مقبول على الجميع , وتبدل الدستور حتى أصبح مجتمعنا في عداد المفقودين,ومن أطياف العجز ولو بتغيير حرف من حروف كان يا ما كان!؟وبعد إن شرحت له حالنا وأحوالنا (اجتماعيا, تربويا, ثقافيا, كانت نتيجة الوضع السياسي مألوفة ومعروفه).فوضع رأسه بين يديه حزينا قائلا : وعلى قول الشاعر صلاح لبكي:- يغمر الحزن فؤادي مثلما                يغمر الوحي قلوب الأنبياءفالكآبات على أنواعها                    خطبتي وأقامت في سمائيإنا قد أصبحت حزنا فهي إن             ذهبت أو لا على حد سواء. وبعد السرد القاتم من هذه المعلومات القصصية بيني وبين الشيخ الجليل من أيام زمان قال: أتمنى الموت في ظل مجتمع كهذا , عاث فسادا خلقيا وتربويا , خذني بعيدا بعيدا وارحل بي الى بقعة نائية لأكمل ما تبقى لي من أيام معدودات لأهنأ وأتخيل طيف الماضي الذي كان ولن يعود؟!!وتذكر قول الشاعر نسيب عريضة لأبياته:  قلبي بلا شراع                     يطوف في البحارقد قارب التداعي                   من كثرة الأسفارسفينة حقيرة                        ليست لها ربانفي ظلمات الحيرة                  منا رها الإيمان.   

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio