بائع البسكوت_بقلم:عساف فلاح

19:17 18/06 |
حمَل تطبيق كل العرب

بسكوت بسكوت....سألت أمي بسرعة هل اليوم الأحد قالت لي نعم قلت لها إذن هذا صراخ العم رمزي بائع البسكوت قالت لي نعم وماذا تريد....أريد شاقلا فأجابتني بصوت مرتفع وكأنها لا تعلم لماذا أريد الشاقل؟ولماذا تريده .فقلت لها بصوت هادئ وحنون أمي أريد فقط شاقلا لأشتري بسكوت من العم رمزي فقالت لي لا يوجد معيأذهب وأطلب من أباكفصرخت بصوت عال أمي أنت تعلمي إن ذهبت وطلبت من أبي سيوبخني وربما ينهال علي بالضرب الم تذكري قبل مرة كيف طلبت منة نصف شاقل فصفعني كف لازال يؤلمني حتى الأن... وأبتسمت ابتسامة ساخرة...قلت لها من جديد أمي ارجوكي....لا لن أعطيك...... اقصد لا يوجد معي...بدأت بالصراخ والبكاء وتوجهت إلى مكان عربة العم رمزي وما وصلت إلية حتى رأيته يصرخ بصوت عال يلا البسكوت يلا البسكوت إلي بشتري من عندي بسكوت عدوو بموت...كان واقفا وراء عربته الخشبية المهترئة وكانوا عشرات الأولاد يحيطون بة وهو يقول بصوت مبحوح حزين بالدور بالدور...لا تخافوا مش مروح إلا مكل واحد بوخد بسكوت...لكنني أنا الوحيد الذي كنت كل مرة لا اشتري بسكوت لأنني لم أكن املك نقودا...كنت ارمق الأولاد بنظرات خبيثة لماذا هم يملكون نقود وأنا لا ....جلست على  جانب الطريق حتى لا يستطيع احد أن يراني حل المساء وأشترى جميع الاولاد بسكوت العم رمزي وغادر العم رمزي قريتنا متوجه إلى بيته وغادروا الاولاد المكان متوجهين إلى بيوتهم يحملون البسكوت ذات الرائحة اللذيذة منهم من أكل البسكوت فورا ومنهم من خبئه لاخوتة ومنهم من خبئه للمدرسة لكي يأكله في وقت الاستراحة أمام الطلاب فليس بإمكان كل شخص أن يشتري بسكوت وخاصة بسكوت العم رمزي الذي نادرا ما تجد بسكوت لذيذ كبسكوتة.....كنت دائما أقف على شرفة بيتنا التي تطل على العم رمزي وعربته الخشبية المليئة بالبسكوت كنت دائما احسد جميع الأولاد ليس لأنهم يأكلون البسكوت بل لأنهم واقفون أمام  عربة العم رمزي كنت أترقب ساعة وصول العم رمزي وأحيانا ابقى على الشرفة حتى يحل المساء ويخرج العم رمزي من قريتنا ويعود الى بيته بالرغم من إنني لم أكن اذهب وأشتري بسكوت العم رمزي إلا أنني كنت اعلم مواعيد وأيام مجيئه إلى قريتنا وبالرغم من إنني لم أتذوق بسكوته إلا إنني كنت اعلم أن بسكوته لذيذومرة السنوات كالشهور والشهور كالأيام والأيام والأيام كالساعات والدقائق كبرنا وكبرت بنا الأيام  وبالرغم من ذالك فإني اشتاق للأيام الصعبة صعبة لكنها جميلة....الايام التي لا تخجل بأن تبوح بمشاكلها وأسرارها.ها أنا اليوم أتعلم في الجامعة وفي وقت فراغي اعمل في مصنع الحلوى والبسكوت الذي في المدينة المجاورة لقريتنا ولا اعلم لماذا أحب عملي لهذه الدرجة ربما العم رمزي له سبب في ذالك العم رمزي اختفى وربما مات لم اسأل عنة وأين ذهب فقد مضى على غيابه خمس سنوات وربما اكثرولم يبقى له شيء في قريتنا سوى أسمة وصدى صراخه ورائحة بسكوته اللذيذة التي ما زال جميع اهالي القرية يتحدثون عنها للأن...ها أنا اليوم استيقظ في الصباح فأتوجه إلى الشرفة لأتناول فطوري وخاصة البسكوت المغموس بالشاي وكلما تناولت قطعة بسكوت كنت اسمع صوت العم رمزي المبحوح وهو يقول" بسكوت بسكوت إلي بشتري من عندي عدوو بموت" فأسرع وأطل من الشرفة لأرى العم رمزي فلا أرى احد فأفرط من الضحك...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio