اخبار محلية

برقية وجع في ذكرى 5 حزيران

17:36 08/06 |
حمَل تطبيق كل العرب

نحاول غزو الذاكرة, نفتح مقاهي القهر على أرصفة الأنتظار الذي طال واغتال العمر, نمارس التمارين الفلسطينية للنسيان, ونطبع القبلات على تضاريس الخرائط المأهولة بالهزائم, لا نريد (حفلة سمر لخمسة حزيران, على رأي الكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس) ولا نريد طائرات ورقية ملونة مصنوعة من بقايا الخطابات وخيوط المؤمرات والدسائس لكي تطير, لأن الوحل قد وصل الى الأعناق ولم يعد امامنا الأ بعض الرؤوس التي تحاول الأبتعاد عن جاذبية الوحل , لكن الخيوط التي اصبحت تتقن عمليات خياطة الجروح بسرعة اصبحت تتقن عمليات خياطة اثواب الهروب وتقديمها كحلول دفء لمواجهة قسوة الشتاء.تمر ذكرى خمسة حزيران, ثرثرة الذكريات والصور والحكايات, لاشيء يقودنا الى مصير آخر, ولا شيء يساهم في كتابة نظريات محشوة بديناميت التفاؤل, يتلون علينا مراسيم الجثث المحنطة التي نضجت باللقاءات والمفاوضات والخطابات المتسامحة والتنازلات المذهلة والضحكات التي تحولت الى ماركة فلسطينية مسجلة ذات موجات صوتية تثير الحزن والوجع .طعنة 67 غطت على طعنة 48 , نحاول مغادرة الجسد لأن الثقوب الواسعة التي احدثتها الطعنات قد تحولت الى منصات مسرحية يعرض عليها مسرحية واحدة فقط ( لعبة شد الحبل ) ابطالها بلا أرجل ,  يملكون فقط الأصابع لشد الحبال , أنهم يلفون الحبال حول أعناقنا , انهم يشنقوننا , وما زال الشنق ملطخاً بضحكاتهم التي ادمنت بلاغة التنازل .خمسة حزيران , يوم يطل كالعادة كل سنة , وسنة بعد سنة تحولت السنوات الى غابات متوحشة وكرنفالات تمسح تواقيع الشهداء والسجناء وتغامر في قص مساحات الحلم الفلسطيني , حتى لم يعد للحلم مكان , تركناه لقيطاً في شوارع  شرم الشيخ , القاهرة , انا بوليس , كامب ديفيد , عمان , البيت الأبيض , رام الله , واي ريفير, وهاهو (اوباما) يحاول التربع فوق عرش المرايا المحطمة وفي عينيه سلالم معدنية تريد الوصول الى قاع الطاعة العمياء ,خمسة حزيران , يمر بهدوء , الفضائيات العربية مشغولة بزيارة (اوباما ) والوطن العربي روضته الأدارة الأمريكية وادخلته اقفاص التدجين حتى اصبح السقف والقضبان والأرضية جزء من لحم الأنظمة التي تأكل لحوم بعضها البعض .خمسة حزيران , ينقر بيضة الخذلان , لعبة الشطرنج التي يلعبها الملوك والرؤساء العرب لم تعد تحمل ذكاء اللعبة لأنهم  يؤمنون بسياسة النهش فقد اكلت المربعات السوداء المربعات البيضاء والرقعة الآن سوداء , سوداء .خمسة حزيران  , يمر والفلسطيني يحاصر أخاه , ويفتخر بأرقام القتلى ,  الكوابيس تطلق صفيرها , وصدورنا تورمت من شدة الدق والقسم بأغلظ الأيمان على ان الوطن سيكون قريباً , حاضراً بعد كل لقاء ومفاوضات , ما اضيق العيش وما اضيق الوطن .خمسة حزيران , يمر والأجيال العربية  لاتهتف (للوحدة ) و(ما اخذ بالقوة لايسترد الأ بالقوة ) تهتف وتموت وهي تتدافع على ابواب الحفلات كما حصل في المغرب العربي وشعارهم (اخصمك اه) و(بوس الواوا ) واخبار هيفاء وهبي تثير وسائل الأعلام أكثر من جوع اطفال غزة . السؤال ماذا سيحمل خمسة حزيران  السنة القادمة (الله يستر) .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio