اخبار محلية

حماية الوطنية الفلسطينية

18:16 14/02 |
حمَل تطبيق كل العرب

منذ فترة بدأ المجتمع الفلسطيني وبشكل دراماتيكي حالة تراجع في الانتماء والعمل الجماعي الجماهيري والمجتمعي الوطني قد تؤدي لاحقآ إلى حالة تمزق في النسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني  وخلخلة في الحالة النضالية الوطنية الفلسطينية إن لم يتم تدارك الخطر الداهم  وستكون برآئي كمقدمة لانزلاق المشروع الوطني ومستقبل فلسطين والحركة الوطنية الفلسطينية  كلياً نحو المجهول وذلك لما للأنتماء والعمل الجماهيري الوطني الواسع والأمتداد الشعبي دور فاعل ومهم في حماية الحركة الوطنية الفلسطينية من الأحتلال الأسرائيلي أو من الأسلام السياسي المتصاعد بسبب هذا التراجع الواضح للعمل الجماعي الوطني وللحركة الوطنية الفلسطينية في الشارع الفلسطيني والذي يهيىء المناخات للاسلام السياسي لكي يقودنا بعيدا عن خياراتنا  الذي شكلت الضمانه لشعبنا منذ الأزل وحتى الآن0 من الملاحظ ومنذ فترة ليست طويلة  بدأت قطاعات وطنية واسعة جداً من أفراد المجتمع الفلسطيني تتجه نحو الانكفاء أو التحوصل نحو ذاتها تحاشياً لأخطار ما أو في ظل قناعات بدأت تتمحور لديها و تختلف من حالة إلى أخرى ولطالما كان لهذه القطاعات أو الأفراد دور مهم وفاعل في المسيرة الوطنية الفلسطينية وحماية الحركة الوطنية من التهديدات ومن المارقين والدخليين 0هنا نود الذكر مما يؤشر على مدى الضعف والانكفاء الذي أصاب الحركة الوطنية الفلسطينة  كحركة تحرر وتحرير حيث أصبحت المصالح الوطنية الفلسطينية خاضعة للمصلحة الخاصة أو المصلحة  العشائرية والتي  تتناقض مع الحركة الوطنية وتضعفها فالفرق شاسع بين من يعمل للوطن وبين من يعمل من أجل نفسه ومن أجل العشيرة وهذا يناقض مع ما كان سابقآ وما درج عليه في العمل الجماعي الوطني وكثيرآ ممن جعلوا من  أنفسهم واجهات اجتماعية وحتى سياسية والمرحلة ولدت رجالآ لا يفكر بما هو أبعد من مصلحته الشخصية ولا يتذكرون الوطن إلا عند مصالحهم الشخصية بل المرحلة ولدت رجالآ لم يكونوا يومآ في الصف الوطني ولهم من الولاءات ما يكفيهم وبالنتيجة لايهمهم من بعيد أو قريب الهم الوطني0 العمل الجماعي الوطني معناه وسر نجاحه قيادة الجماهير ونضالها وتنظيم صفوفها والمحافظة على وحدة الجماهير وتركيز جهود الجماهير في الدفاع والنضال من أجل الوطن وعدم تشتيت جهود الجماهير بالبحث عن مصالح حزبية ضيقة حيث أن العمل النضالي الجماهيري الوطني الوحدوي أنجع طرق النضال ضد الأحتلال  وهذا ما أثبتته الأنتفاضة الأولى من حيث التنظيم وقيادة الجماهير ضد الأحتلال  حيث كان لهذه الأنتفاضة صدى دولي وحركت العالم والمجتمع الدولي نحو القضية الفلسطينية وإقراره بحق الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الأحتلال عبر هذه الأنتفاضة الشعبية0إن الخلافات والتناقضات والصراعات الداخلية هي دائما تربة خصبة لكي تغرس فيها القوى الخارجية و هو الطريق لفتح الباب لاستثمار هذه النزاعات والعبث بها و ان هناك دائما من يتربص بالثغرات وعلى كل مناضل ان لا يسمح بوجود هذه الثغرات او ظهورها لانها ستكون مدخلا لهؤلاء  يمكن ان تتطال الجسد النضالي الوطني برمته لاحقآ. يجب ان ندرك جميعآ و نصد ثقافة الأتهام من عن أي شخص  من الجسد الوطني وأن نكون منتهبين لهذه الثقافة المتغلغلة الآن وانما هو امر ينم اما عن ارتباط خارجي مشبوه بقصد التشويه او عن انحراف وانانية ومصلحية الى حد انعدام الاخلاق لان سهولة الاتهام تؤدي في النهاية الى ان يصبح كل مناضل وطني  متهم  وان يصبح الجميع مشوها وبذلك تسفر المرحلة عن ادانة النضال التاريخي والكل الوطني  وادانة روح شعبنا وتضحياته0 كما أن اللجوء الى انواع واشكال الاعتداءات ومظاهر الاساءة الى الناس والمناضلين الاخرين والانقسام الى كتل ومراكز قوى وهي جميعها امور تتنافى مع الحس الوطني  الفلسطيني وتربيته الوطنية  يجب نبذها والتصدي بكل الأشكال لهذه الحالة التي ستؤدي بنا كوطنين للهلاك 0على أية حال نحاول في هذا البحث رصد وتشخيص وتحليل معضلة التراجع في الأنتماء الجماعي الوطني وعن التجارب التي خاضها شعبنا الفلسطيني في حماية حركته الوطنية0 لمحة تاريخية عن محاولات ضرب الحركة الوطنية الفلسطينية تجربة حكومة الأنتداب في عقد الثلاثنيات:تاريخياً خضع الشعب العربي الفلسطيني لشتى السياسات من قبل حكومة الانتداب أو الصهيونية والتي هدفت ضرب بنيته الاجتماعية الوطنية وطمس مشروعه السياسي الوطني وتشتيت وتفكيك تماسكه  حيث لم تتوان سلطات الانتداب وبالتنسيق مع الحركة الصهيونية منذ منتصف عقد الثلاثينات في مواجهة المشروع الوطني متمثلاً بقياداته وقطاعاته الشعبية الواسعة مرتكزة بذلك على العديد من الوسائل والاستراتيجيات ومن أهم هذه الوسائل هو كيفية إحداث شرخ في المجتمع الفلسطيني  وتفتيت علاقاته  بهدف خلخلة وتصديع الجبهة الداخلية الفلسطينية وقامت آنذاك بتشكيل دائرة المعلومات وبث الخلافات وتضليل المعلومات وبث الفتن والدعاية الكاذبة كما قامت بتأسيس أجهزة متخصصة لدراسة الأصول الاجتماعية للمناضلين ... الخ وإجمالاً يمكن القول أن قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية إبان فترة الانتداب البريطاني وتحديداً فترة الثورة الكبرى لم توفر جهداً في صيانة وحماية الجبهة الداخلية ونسيجها ونجحت إلى حدٍ كبير في كبح جماح المارقين والدخيلين ووثقت العلاقات الاجتماعية والنضالية  في الريف والمدن وحجمت دور سماسرة الأرض وراقبت سلوك البرجوازية الطفيلية والعصابات المسلحة المشبوهة في ذلك الوقت وبالرغم من محاولات سلطات الانتداب من طمس ملامح الهوية الوطنية الفلسطينية وإجهاض المشروع الوطني أضف إلى ذلك عدم تبلور الوعي الكافي وعدم وجود مؤسسات مجتمع مدني بالشكل المطلوب إلا أن التجربة آنذاك  حققت قدراً ملموساً في حماية المجتمع الفلسطيني0 تجربة روابط القرى في الضفة الغربية المحتلة: تمثل هذه التجربة كأحد النماذج والسياسات التي تفننت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بضرب  الحركة الوطنية الفلسطينية  في الضفة الغربية على اعتباره ركيزة هامة لاستكمال مشروعها الاستيطاني في الضفة  لذا قامت بخلق ما يمسى بروابط القرى في الضفة الغربية مرتكزة بذلك على شخصيات ذات ولاءات تابعة للاحتلال بهدف مواجهة التيار الوطني المتصاعد الذي اعتبر امتداداً لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي برز قوياً بعد الانتخابات البلدية في الضفة الغربية عام 1976  فشكلياً كانت روابط القرى لتقديم خدمات حياتية للسكان ولكن الحقيقة كانت تهدف إسرائيل عبر روابط القرى إلى ضرب الحالة النضالية والحركة الوطنية الفلسطينية والعلاقات الاجتماعية وإحداث النزاعات وإحداث شرخ في المجتمع الفلسطيني  ومطاردة الرجال الوطنين والكشف عن أنصار ومؤيدي منظمة التحريرالفلسطينية ولكن بالرغم من وجود الأحتلال  والقوانين العسكرية وميليشيات روابط القرى إلا أنه تم إسقاط هذا المشروع التأمري بجهود واعية وتماسك وطني عبر البلديات والنخب المثقفة والصحافة والجامعات والحركة الطلابية والنقابات العمالية والصحافيين والمحامين... الخ وأستطاع المجتمع الفلسطيني ومؤسساته آنذاك أن يحافظ على الحالة الوطنية النضالية الفلسطينية والعمل الجماعي الوطني وأمتداده الشعبي  ووقف حائلاً في مواجهة مخطط روابط القرى الهادف إلى ضرب الحركة الوطنية الفلسطينية0وهنا نود الأشارة في منتصف الثمانيات قامت الفصائل الفلسطينية بتشكيل المؤسسات والجمعيات والنقابات الجماهيرية والأتحادات الطلابية  وغيرها والتي تواصلت مع المجتمع المحلي وكان لها دور فاعل في حماية الحركة الوطنية الفلسطينية لأن التواصل مع الجماهير من خلال هذه المؤسسات واللجان والجمعيات ومن خلال دورها الفاعل  والتي شكلتها آنذاك قيادات وطنية محلية  أستطاعت بشكل كبير حماية الحركة الوطنية الفلسطينية من المارقين والمشبوهين بل حماية الجماهير من الضلال وما أدراك ما الضلال0تجربة الفصائل والقيادات الفلسطينية المحلية في الأرض المحتلة وبتوجيهات من قيادة المنظمة في الخارج تجربة فريدة ورائعة نجحت حينها بالمد الجماهيري آنذاك في عموم الوطن0  التجربة الفريدة للأنتفاضة الأولى في الأنتماء و العمل الجماعي الجماهيري الوطني:  خلال الانتفاضة الأولى واستجابة لمطالب قيادة الانتفاضة كان الأنتماء والعمل الجماعي الوطني  يكاد أن يكون حديدياً ونشأت حالة فريدة من النضال الاجتماعي في سياق وطني نضالي وملأت منظمات المجتمع المدني كالتنظيمات والأطر التابعة لها أو اللجان الشعبية ولجان الإصلاح وقامت بدور هام في تنظيم العلاقات المجتمعية والنضالية للمجتمع الفلسطيني وهنا فلا شك أن نفوذ ودور منظمة التحرير أخذ بالتعاظم في الأراضي الفلسطينية من خلال تجذير التماسك والانتماء الوطني الجماعي والعمل الجماهيري من خلال هذه المنظمات واللجان المجتمعية أستطاعت أن تحافظ على الحركة الوطنية الفلسطينية وبقاءها قوية في الشارع الفلسطيني. الواقع الفلسطيني اليوم :أما الواقع الفلسطيني اليوم فتوجد سلطة وطنية منذ عام 1994 وهي في مرحلة البناء الداخلي وهي محور الارتكاز للانطلاق نحو استكمال المشروع السياسي الوطني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس.ولكن يوجد حالة تآكل في الانتماء الوطني الجماعي والعمل الجماهيري  يوشك أن يفتك بنا جميعآ كوطنين فأين تكمن المشكلة هل هي داخلية أم هناك عوامل خارجية وهل لها جذور متأصلة وما هي آليات المواجهة والحل؟ ففي ظل التجربة التاريخية مع غياب سلطة وطنية نجح المجتمع الفلسطيني في حماية الحركة الوطنية الفلسطينية  أما اليوم نشهد تراجع واضحآ وجليآ لها وبناء على التجربة التاريخية والنضالية للفلسطينيين أستطيع القول  أن الشعب الفلسطيني  بفقدان القائد الأستثنائي  الرئيس ياسر عرفات أوجد فراغاً سياسياً وقيادياً هائلاً في الساحة الفلسطينية فقد كان هذا هو الرجل الاستثنائي في الحياة السياسية للفلسطينيين فغيابه أحدث فراغاً كونه كان قائدآ وقاسمآ مشتركآ للجميع والمقرر الرئيسي في قضاياه الاستراتيجية والمصيرية  بحكم مكانته الوطنية والرمزية والتاريخية 0وهنا كثيرآ هي  المسببات والأمور أوالممارسات والأنعكاسات التي أدت إلى تراجع الزخم الوطني للحركة الوطنية الفلسطينية سأتناولها في مقال آخر ولاحقآ إنشاء الله   أما الآن فالمسؤولية كلها ملقاة علينا جميعآ من فصائل وأفراد وشخصيات ومثقفين وطنين وغيرهم   لاخراج الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينيه والسلطه الوطنيه الفلسطينيه من المأزق الذي تمر به وتعيشه وحماية الحركة الوطنية من التآكل 0ما من شك ان الوطنية الفلسطينية في مثل هذه المرحلة الخطيرة تواجه تهديدات شتى  كالتهديد الأسرائيلي  بالتزامن مع معادلات خارج الوطن وتحاول كلها محاصرة الخط  الوطني الفلسطيني  فالاولوية لدى الجميع هي تدمير الوطنية الفلسطينية الحقيقية وهو الامر الذي تتقاطع عليه الخطوط  وتجد فيه جامعا مشتركا عبر المراحل والأغراض .  ان تدمير الوطنية الفلسطينية هو هدف معضلي في هذه المرحلة تلتقي عليه وفيه القوى والاطراف والتي يمكن ان يساعدها بأن تجد المبررات وأحصنة طراودة وأناس يساعدون سواء بوعي او بدون وعي أو بارتباط او نتيجة لضيق الافق أوتغليب المصالح الشخصية ومن هنا لا بد من الحظر والانتباه لان المرحلة حساسة وخطيرة  والوضع لا يسمح بأي تهاون او انحدار والاعداء يحاولون الالتفاف مستخدمين كل القوى والاساليب وان وعي الشعب الفلسطيني ومناضليه وقواه وتنظيماته هو وحده الكفيل باغلاق هذه الابواب واحدا تلو الاخر0 هنا نود التذكير أنه لا يمكن تخيل الشعب الفلسطيني والقضية والمشروع الوطني بدون م ت ف وفصائلها وحتى إن كان هناك تراجعآ فهذا التراجع مرحلي  يمكن تجاوزه إذا تعلمنا وأستفدنا من مسيرتنا الوطنية ومن الذين سطروه ممن سبقونا وإذا أحسنا العمل من خلال تضافر وحشد الجميع 0  أعزائي 000أخواني 000رفاقي000مناضلي الحركة الوطنية  ان ما نواجهه هو مرحلة نضال للدفاع عن هويتنا ووجود شعبنا وبقائه وليس مرحلة صراع على السلطة وعلينا ان نعي مسؤوليات المرحلة  وان لا نضيع في متاهات غريزية حمقاء وبروائح كريهة  فالمرحلة هي الاصعب والاكثر حساسية وخطورة  فنحن نواجه مرحلة من اجماع متعددة الابعاد باتجاه ترويضنا  الامر الذي لا نملك في مواجهته سوى معادلة شعبنا الفلسطيني العظيم والشجاع  والذي نثق انه سيواجه كل استحقاقات المستقبل  لكي تنطلق روحنا من جديد نحو العمل الوطني الجماعي

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio