شعر

لغةُ الإنسان

رانية فؤاد مرجية 08:01 30/12 |
حمَل تطبيق كل العرب

ليستِ اللغةُ

ما نكتبه كي نمرّ،

بل ما يبقى

حين يعبر الجميع.

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

هي الأثرُ

الذي يسبق الخطوة،

والظلُّ

الذي لا تراه العيون

لكنها تمشي داخله.

منذ البدء

كانت الكلمةُ

أولَ بيتٍ للإنسان،

فيها تعلّم

أن يسمّي الخوف،

وأن يُهدّئ العالم

بصوتٍ مفهوم.

كانت اللغةُ

ذاكرةً تمشي،

تحمل في نبرتها

تاريخ السؤال،

وتعرف

أن المعنى

لا يولد كاملًا

ولا يموت دفعةً واحدة.

ثم جاء زمنٌ

ضاق بالصبر،

فاستعجل الفكرة

حتى فقدت شكلها،

وقاس الكلام

بما يلمع

لا بما يضيء.

صار القولُ

خفيفًا كالعابرين،

سريعًا كالنقر،

وصار الصمتُ

أكثر صدقًا

من كثيرٍ من الكلام.

في الفضاء

الذي لا يحتفظ بشيء

إلا باللحظة،

انكسرت الجملة

لأنها كانت

كاملة أكثر من اللازم.

وغادر الحرفُ

هيئتَه الأولى،

لا خيانةً

بل إقصاءً،

فانفصلت الذاكرة

عن صورتها،

وصار الإنسان

يتذكّر

دون أن يعرف

كيف يرى.

لم تُهَنِ اللغةُ

حين أخطأها الناس،

بل حين

سُحِب منها

حقُّها في التفكير،

وحين صارت

أداةَ عبور

لا مجالَ إقامة.

حين اختُزل المعنى

إلى وظيفة،

والكلمة

إلى استهلاك،

والسؤال

إلى ضجيج.

لكن اللغة

لا تموت.

هي تتراجع

لتنجو،

وتصمت

كي لا تُشوَّه،

وتنتظر

من يعيد إليها

زمنها الداخلي.

فإذا عادت

لم تعد كما كانت،

تعود

أصفى،

أبطأ،

أشدّ صرامة

مع الرداءة.

تعود

لتذكّر الإنسان

بأن هويته

ليست شعارًا،

بل بناءً هشًّا

يحمله الكلام.

وأن الحضارة

لا تنهار حين تُهزم،

بل حين

تفقد لغتها

قدرتها

على السؤال.

هنا

لا تكون القصيدة

ترفًا،

بل شهادة.

ولا تكون اللغة

موضوعًا،

بل شرطًا

لأن يبقى الإنسان

إنسانًا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio