قراءة في كتاب زخّات عطر للكاتب زهير دعيم
رسمتُ في مخيّلتي عددًا كبيرًا من العناوين لهذا التّقرير برز من بينها؛
- نقاء لا يعرف التلوّن
- المطر الهادر في زمن القحط
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });- جماليّة اللّوحة وعمق الدلالة
بداية، لا أنكر أنّه عندما قرّرت كتابة انطباعاتي عن ديوان زخّات عطر
للكاتب المميّز، الزّميل زهير دعيم الذي أهداني إيّاه مع مبعوث خاصّ مشكورًا،
وقد جاء في الإهداء: ;عربون محبّة وتقدير للكاتب الجّميل والأخ معين أبو
عبيد
خفتُ أن تكون كلماتي مجروحة لأنّ الحديث يدور عن هامة شامخة، لها
بصمات ملموسة على أرض الواقع في إثراء الحركة الأدبيّة، الثقافيّة،
والتربويّة؛ كونه مُدرِّسًا حاملًا اللقب الثاني.
في زمننا العصيب والمقلق، تعدّدت فيه الأقلام واختلط الحابل بالنابل، يأتي
ديوانه ليجسّد فنًا شعريًا أصيلا، لا يعرف الالتواء، فهذه الزخّات ليست مجرد
قطرات عابرة، وإنّما وابل من الإلهام النقيّ ينهمر بغزارة ليروي ظمأ الروح
إلى الكلمة النقيّة التي تلامس شغاف القلب والوجدان.
في هذا الإصدار رقم 34، الذي يقع في 111 صفحة من الحجم المتوسّط، عن
دار الحديث للإعلام والنشر لصاحبها الكاتب فهيم أبو ركن، نلتقي بشاعر مميّز
حضاريّ حمل مشعل التنوير دون أن يرتعش قلمه، أعاد للرشديّة أنفاسها، كتب
ليحرّرنا من الخوف لا ليصفّق له شاعر رصين العبارة يكتب بشفافية ومهنيّة
وصدق الإنسان يجعل من كتاباته مرآة تعكس حقائق الحياة في تعدّدها وتنوّعها.
يرفض قطعيًّا المساومات الفنّيّة، ويحرص أن تكون الكلمة بصيص أمل في زمن
أخذ بالانحلال والتردّي، مؤمنًا أنّ الكلمة الرّاقية بمثابة جسر للتواصل والوصول
الإنسانيّ بقلم متّزن لا يجفّ مداده ومشاعرَ صادقةٍ، متسامحة ينساب بين مرافق
وميادين الحياة على اختلافها محاولًا عدم ترك شاردة ولا واردة إلّا ويطرقها
بذوق مرهف ورؤية ثاقبة عميقة.
إنّه يقدّر الإنسان في كلّ تجليّاته، وينبذ كلّ الظواهر السلبيّة بنبل إنسان صاحب
القلب الكبير المحبّ، لا بفظاعة التأثير والانفعال تؤلمه اوضاعنا العصيبة.
أنا على ثقة أنّ القارئ سيجد نفسه أمام لوحات شعرية تمّ رسمها وانتقاء ألوانها،
تحمل في طيّاتها همس الأسرار وصرخة الحقيقة، تجمع بين جمال الصورة
وعمق الإحساس والفكرة.
ديوان زخات عطر ديوان; تاع كله للعقل والقلب، للذين يؤمنون بأنّ الشعر
رسالة سامية لا كلمات وعبارات منتقية.
للخلاصة، أرحّب بهذا الوابل الشعريّ الراقي الذي يحمل مشروعًا إنسانيًّا
متجذّرًا في الاخلاق والقيم والرؤية الثاقبة التي تحمل الضوء في هذا الزمن
المظلم والمقلق؛ ممّا يجعلنا نتوقّف لحظة تأمّل ويساعدنا على ترتيب علاقة
البشر مع أنفسهم وبيئتهم وليذكّرنا أنّ للشعر مكانة وكرامة وللكلمة قدسيتها
وللإنسان قيمته طالما تحلّى بالإنسانية.
إلى مزيد من الإنتاج الأدبيّ المميّز والعطاء المتجدّد والمتجذّر.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio