شهداء الشعب الفلسطيني هم أولئك الذين سقطوا دفاعاً عن قضيتهم الفلسطينية، التي هي (نظريا) قضية محمود عباس، والأسرى الفلسطينيين من الضفة الغربية (سلطة محمود عباس) هم الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال مقاومتهم للاحتلال من أجل قضيتهم التي هي قضية العالم الأولى. والمعروف أن السلطات الرسمية في كل العالم هي المسؤولة اجتماعياً وسياسياً عن قتلاها وأسراها لأنهم أبناء وطن. لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ولا أقول الرئيس الفلسطيني لأنه لا يمثل الشعب الفلسطيني) يفعل عكس ما هو متعارف عليه.
لم يشهد العالم حالة سياسية مثل حالة محمود عباس فيما يتعلق بتفضيل "المحتل" على شعبه، وبخدمة سلطات الاحتلال بدلاً من خدمة شعبه. محمود عباس أصدر مؤخراً بياناً برّر فيه قراره بقطع رواتب ومخصصات أسر الشهداء والأسرى، قال فيه انه: "ملتزم بالبرنامج الإصلاحي الوطني الشامل.” أي رئيس هذا يعتبر أن قطع رواتب من دافعوا عن قضية شعبه هو عمل إصلاحي؟ أي رئيس هذا الغارق في الفساد (هو وشلته) يرى أن من يسقط في سبيل الوطن يقطع عن ذويه مصدر عيشهم. فخدمة لمن يفعل "أبو مازن ذلك؟" هنا يتلاقى عباس مع إسرائيل التي هي التي طالبت سلطة عباس بقطع هذه الرواتب، وعباس قام بذلك بحجة الإصلاح. وإذا استمر عباس في هكذا "إصلاح" فليس من المستبعد أن يسحب طلب اعتقال نتنياهو من الجنائية الدولية.
عباس يخبرنا "كمعلومة" في بيانه انه "يتعرض لحملة تشويه، وتحريض على منصات التواصل الاجتماعي لا تخدم المصلحة الوطنية العليا ولا تنسجم مع حجم التحديات المصيرية". حملة تشويه يا أبا مازن؟ متى كان الحديث عن فساد السلطة تشويهاً؟ انه إظهار حقائق. وهل الحديث عن بدء بيع أملاك منظمة التحرير في لبنان تشويها أم فضيحة لما تقوم به السلطة؟ وهل الحديث عن تعيين ابنك ياسر مسؤولا عن ساحة لبنان، والتي هي عمليا من اختصاص قادة لهم تاريخهم في منظمة التحرير وليس ياسر الذي لا علاقة له بالسياسة. لكن القضية واضحة مثل عين الشمس. ومن يجرؤ على مساءلة محمود عباس أو إبنه؟ مهمة ياسر في لبنان هي تمكينه من التصرف بهذه الأملاك كما يشاء، وطبعا بدون حسيب أو رقيب. كفى أبا مازن "الريحة طلعت كتير".
عباس يدعي في بيانه: "إن قضية رواتب الشهداء والأسرى ملف لا يجوز إخضاعه للمزايدات السياسية أو استخدامه لإثارة الانقسام أو المساس بالمؤسسات الوطنية الشرعية". طيب. ما دام الأمر كذلك يا أبا مازن فلماذا تتلاعب بهذه القضية؟
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });ضحكت كثيرا وبصوت عال عندما قرأت في البيان: "إصدار القرارات يتم بما يراعي المصلحة الوطنية وحماية النظام السياسي الفلسطيني واستمرارية عمل مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد، وتعزيز استقلالية المؤسسات الرقابية". يا سيادة الرئيس: إما أنت لا تعرف ما يدور حولك من فساد "معشعش" في مؤسسات السلطة وهذه مصيبة، وإما ان "تستغبينا وبتتهبل علينا".
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio