تشهد البلدات المختلطة في الداخل تصاعدًا مقلقًا في وتيرة الاعتداءات على المواطنين العرب، سواء في الشوارع أو في أماكن العمل العامة. هذه الاعتداءات لم تعد حوادث فردية معزولة، بل باتت ظاهرة متكررة تحمل في طياتها دلالات خطيرة على مستقبل التعايش في هذه المدن.
في يافا التي أضربت اليوم على خلفية تعرض امرأة عربية حامل للضرب على أيدي مجموعات من المستوطنين الذين ينشطون في البؤر التوراتية. هؤلاء يرون في اقتحام الأحياء العربية وسيلة لفرض واقع جديد قائم على المواجهة العنيفة الدائمة، وزرع الخوف في نفوس السكان الأصليين للأحياء. مشاهد مشابهة تتكرر في اللد والرملة والقدس وعكا، حيث يتحول الحيز العام إلى ساحة صراع غير متكافئ، يدفع ثمنه المواطن العربي الأعزل.
سائقو الحافلات العرب، الذين يشكلون جزءًا أساسياً من منظومة النقل العام في البلاد، يعانون بدورهم من اعتداءات جسدية متقطعة، لكنها لا تقل خطورة عن الإهانات اللفظية اليومية التي يتعرضون لها. الشتائم، القذف، والتشهير والبصق تجاههم، أصبحت لغة اعتيادية يمارسها بعض المتطرفين اليهود كرياضة يومية دون خوف من عقاب قانوني أو حتى تدخل من المجتمع المحيط، الذي يكتفي بالصمت أو غض الطرف. هذا الصمت يضاعف من شعور الضحايا بالعزلة ويمنح المعتدين شعورًا بالحصانة.
في ظل هذا الواقع، يبرز السؤال المؤلم: هل سيبقى العرب ضحية سائغة للعنصرية المتفشية؟ ومن سيقف لردع المعتدين؟ هنا تبرز قصة أحمد الأحمد، المسلم العربي الذي يعيش في أستراليا، والذي وجد نفسه في موقف مشابه حين حاول بعض المعتدين استهداف مجموعة من اليهود في أحد شوارع سيدني. لم يتردد أحمد في التدخل والسيطرة على المعتدين، مخاطبًا الجميع بالفعل قبل القول: إن الإنسانية لا تُفرّق بين دين وقومية، وإن حماية الآخر واجب أخلاقي قبل أن تكون موقفًا عابرًا.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });أحمد الأحمد لم يرَ في اليهودي أمامه خصمًا أو غريبًا، بل إنسانًا يستحق الأمان والكرامة. بهذا الموقف جسّد القيم الإنسانية العليا: الرحمة، العدالة، والشجاعة. قصته تفتح نافذة أمل وسط هذا المشهد القاتم، وتؤكد أن مواجهة العنصرية لا تكون بالانكفاء أو الخوف، بل بالفعل الإيجابي الذي يضع الإنسان أولًا.
اليوم، ونحن نبحث عن “أحمد الأحمد” اليهودي في شوارع يافا واللد والرملة، فإننا نبحث عن بارقة أمل، تصر على أن تكون فاعلة في حماية القيم الإنسانية المشتركة. القضية لم تعد مجرد حوادث فردية، بل هي امتحان أخلاقي وقانوني للدولة والمجتمع على حد سواء. فإما أن يُكبح جماح العنصرية، أو أن يُترك العرب لمصيرهم في مواجهة موجة عنف لا تنتهي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio