إسرائيل غارقة في أزمة سياسية وأخلاقية عميقة، ومعسكر الوسط الذي يقدّم نفسه بديلاً لحكومة نتنياهو لا يبدو أفضل حالاً. الخلاف بين بيني غانتس وغادي إيزنكوت حول حكومة أقلية بدعم الأحزاب العربية يكشف هشاشة هذا المعسكر، ويؤكد أن الحديث عن “شراكة” مع العرب ما زال مجرد شعار فارغ عند كثيرين.
غانتس يرفض بشدة فكرة حكومة أقلية بدعم خارجي من الأحزاب العربية، وكأن العرب ليسوا مواطنين كاملين، وكأن أصواتهم لا تساوي شيئاً في ميزان الشرعية. هذا الموقف يعكس عقلية إقصائية، ويعيد إنتاج خطاب اليمين الذي يشيطن أي دور عربي في الحكم. في المقابل، إيزنكوت يطرح الفكرة كخيار براغماتي، لكنه يقدّمها من باب المصلحة السياسية لا من باب الاعتراف الحقيقي بحق العرب في الشراكة الكاملة.
الأحزاب العربية تجد نفسها أمام فرصة تاريخية، لكنها أيضاً أمام خطر أن تتحول إلى مجرد أداة في لعبة سياسية قذرة. إذا قبلت أن تكون “عكازاً” لمعسكر الوسط دون ضمانات مكتوبة ومكاسب ملموسة، فإنها ستخسر ثقة جمهورها، وستُتهم بأنها باعت الشرعية مقابل وعود فارغة. الناخب العربي ليس ساذجاً؛ هو يريد نتائج حقيقية في حياته اليومية: مكافحة العنف، تحسين الخدمات، تطوير البنى التحتية، والاعتراف بحقوقه المدنية.
الانتخابات المقبلة ستكون لحظة الحقيقة. إذا أثبتت الأحزاب العربية أنها قادرة على تحويل دعمها إلى إنجازات ملموسة، سترتفع نسبة المشاركة، وسيشعر المواطن العربي أن صوته يصنع فرقاً. أما إذا استمرت في لعب دور “الرقم الإضافي” في معادلات الآخرين، فإن الإحباط سيزداد، وستتراجع المشاركة، وربما تتوسع دائرة المقاطعة.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });المطلوب اليوم هو موقف عربي حازم: لا دعم بلا اتفاقات سياسية مكتوبة، لا دعم بلا جدول زمني واضح للإنجازات، ولا دعم بلا خطوط حمراء ضد أي سياسات تمييزية أو تحريضية. على الأحزاب العربية أن تفرض نفسها شريكاً حقيقياً، لا مجرد أداة ضغط.
الخلاف بين غانتس وإيزنكوت يكشف أن مكانة العرب في السياسة الإسرائيلية ما زالت موضع مساومة. لكن العرب ليسوا سلعة تفاوضية، بل مواطنون أصحاب حق كامل. إذا أراد معسكر الوسط أن يثبت أنه بديل حقيقي، فعليه أن يبدأ بالاعتراف الجاد بالعرب كشركاء في الحكم، لا مجرد بنك لتزويد أصوات تُستغل عند الحاجة، وتقذف في اليوم التالي.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio