أيمن عودة الغاضب جدا من منصور عباس.. لماذا؟

أعرف النائب أيمن عودة منذ سنوات كثيرة تعود الى ما قبل دخوله الكنيست. وأذكر أني التقيته ذات مرة على هامش مؤتمر في مقر لجنة المتبعة، وبعد تبادل التحية قلت له: والله يا أيمن أرى فيك عضو كنيست قادم. فرفع يديه قائلا "ان شاء الله". صحيح أني لست "بقارئ فنجان" ولم أتتلمذ على يدي ليلى عبد اللطيف التي يطلقون عليها لقب "سيدة التوقعات" لكن حصل بالفعل ما توقعته لأيمن عودة وأصبح عضو كنيست.

أيمن عودة يملك ميزتين في حيالته: ميزة اجتماعية تعليمية أثناء طفولته في المدرسة وميزة سياسية في عمله البرلماني في الميزة الأولى، كان أيمن (وحسب سيرته الذاتية) الطفل المسلم الوحيد في صفه في المدرسة المسيحية التي تعلم فها في حيفا، والميزة الثانية أنه عضو الكنيست العربي الوحيد في تاريخ الكنيست الذي يقاطع كلمة رئيس أمريكي ضيف كنيست. فقد قام أيمن عودة بمقاطعة كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الكنيست خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، وحمل لافتة تدعو للاعتراف بفلسطين، مما أثار بلبلة وسط الكلمة"

ايمن عودة رئيس قائمة الجبهة والتغيير في الكنيست كان في منتهى الصراحة في برنامج  "مواجهة" الذي يقدمه الزميل فايز اشتيوي في تلفزيون العرب. فقد قال "علاقتي مع منصور عباس علاقة سيئة وبداخلي غضب والموحدة هي العائق أمام تشكيل المشتركة لكنني مع مشتركة شاملة ". طبعاً لديه الأسباب التي دعته للتصريح بهذا الكلام. والعلاقة السيئة التي يتحدث عنها أيمن ليست على الصعيد الشخصي بل على الصعيد السياسي والغضب الذي يكنه "الجبهوي" أيمن ناجم عن سلوكيات عباس السياسية. 

واضح تماما أن مشتركة رباعية بمشاركة متصور عباس لن ترى النور لعدم وجود أساس سليم مشترك لهذه المشتركة: لا يوجد برنامج سياسي مشترك، اختلاف كبير في التوجهات السياسية، إضافة الى خلافات على المقاعد ورئاسة المشتركة. "والله ما بتزبط" ورغم ذلك يدعو عودة الى قائمة مشتركة شاملة. يا أبا الطيب هل يتفق السالب مع الموجب؟

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

أيمن عودة ذكر في المقابلة:" انا ادعو الجماهير العربية ان يهبوا للتصويت في الانتخابات القادم وإذا فازت هذه الحكومة اليمينية في الانتخابات القادمة نحن العرب سنكون في خطر وجودي . "من حق أيمن عودة أن يدعو الناس للتصويت، ولكن ليس من حقه أن يتلاعب بشعور الناس ويرعبهم بالتهجير. عن أي خطر وجودي تتحدث؟ الظروف السياسية الحالية ليست مثل ظروف 1948 أو 1967 ونحن كما قال رفيقك ورئيسك السابق الراحل توفيق زياد في قصيدة له: "هنا على صدوركم باقون كالجدار... انا هنا باقون فلتشربوا البحر" والله يا أيمن لو تذكرت هذه القصيدة لما "أرعبت" الجماهير في التهجير. 

أيمن عودة يلتقي مع متصور عباس في موضوع القوائم فهو يقول: "ممنوع ان نذهب بثلاث قوائم ولا بأي شكل من الاشكال واضعف الايمان ان نذهب بقائمتين مرتبطتان بفائض اصوات ." وليش ممنوع يا أبا الطيب؟ أنتم السبب في ذلك لو حصل. لو فكرتم باستيعاب القوى التي تريد تشكيل قائمة ثالثة في "مشتركتكم" فلن يحدث ذلك. لكن انتم مصرين على قائمة رباعية فقط متجاهلين القوى السياسية الفعالة الأخرى. فعن أية شتركة شاملة تتحدث يا أبا الطيب؟ 

وفي نهاية المقابلة بعث أيمن عودة برسالة الى رفق دربه بالقول:"سابقى وفيا للجبهة والحزب" يا هيك الإخلاص يا بلا.