طوال فترة حياتي الصحفية التي مضى عليها أكثر من نصف قرن، تجولت خلالها في معظم دول العالم بما فيها كافة دول الجامعة العربية، ولا سيما دول أزمات عربية وغير عربية، وكانت المصداقية دائماً الأساس لكل ما أكتبه. ولم استخدم في مقالاتي أسلوب التجريح أو الإهانة مهما كانت الخلافات بيني وبين آخرين، فهذا بالنسبة لي أمر مرفوض وغير مقبول. هكذا تعلمت من أساتذتي الكبار في الصحافة والسياسة، الذين يعود الفضل لهم جميعا للمستوى الصحفي الذي وصلت إليه.
بشكل عام أنا شخصياً أحترم الرجال الوطنيين وأقدرهم وأرى واجباً عليّ الوقوف الى جانبهم في كل مرحلة حرجة يمرون بها أو يتعرضون للتمادي. فكيف أسكت على "قلة احترام" بحق شيخ فاضل وقامة وطنية مثل فضيلة الشيخ رائد صلاح "شيخ الأقصى" رجل الإصلاح المجتمعي، والرجل المعروف بمواقفه الوطنية فلسطينيا وعربيا ودوليا. صحيح أني لست محامياً عنه وهو ليس بحاجة لي للدفاع عنه، لكن الرجال مواقف، "وبدك مين يفهم".
أحد مشاهير المجتمع العربي (أعتذر عن ذكر الاسم لكنه يعرف نفسه عندما يقرأ المثال) كتب لي ذات يوم على الواتس أب، يتهمني بعدم الانصاف وبأني غير عادل، وأنا أتعامل في مقالاتي على طريقة " ناس بزيت وناس بسمنة" حسب قوله، وهو يلمح بالطبع لمقال لي وقتها حول الشيخ رائد. وسألني عن سبب عدم كتابتي أي شيء إيجابي عن منصور عباس.
"شيخ؟!" آخر أترفع عن ذكر اسمه، قال لي "يا أستاذ أحمد ليش بتكتب دايماً عن الشيخ رائد" فسخرت من كلامه وقلت له: "أنا أتحداك أنت وغيرك أن تذكر لي مقالاً كتبته عن الشيخ رائد بدون سبب". وقلت له: عندما يعتقل الشيخ رائد فمن الواجب المهني والأخلاقي أن أكتب عنه، وعندما يتحرر من الاعتقال، فلزاما عليّ كصحفي كتابة مقال، وعندما يدعو الشيخ لمؤتمر صحفي، لا بد من الكتابة عنه استنادا للمهنية، وكيف أتأخر في كتابة مقال عنه إذا تقدم بمبادرة؟
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });بتاريخ 22/05/25 كتبت مقالاً بعنوان "فعلاً ضربة معلم... واحد صفر أيمن عودة" تطرقت فيه بإيجابية على اقتراح قانون قدمه أيمن عوده خلال جلسة الكنيست ينص على "تجريم إنكار النكبة يهدف إلى الاعتراف الرسمي بالنكبة الفلسطينية كمأساة تاريخية وقعت عام 1948، وتجريم محاولات إنكارها أو التقليل من شأنها في الحيّز العام". وقد ذكرت في المقال "ان أيمن عودة أقدم على "ضربة معلم" خصوصاً في هذه الأيام التي نعيش فيها الذكرى السابعة والسبعين لنكبة 48 وهي الذكرى نفسها التي يعتبرونها هم "يوم الاستقلال". يعني يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا." وقلت في المقال "أنا لست شيوعياً ولست جبهوياً، لكي لا (يتهمني) أحد بالانحياز بسبب تحليلي لاقتراح النائب أيمن عودة في الكنيست" لكن مهنياً ووطنيا كان لا بد من أن يكون لي موقفا وهكذا فعلت.
وفي السابع من شهر تموز الماضي كتبت مقالاً بعنوان "تصريحات منصور عباس ...حقد أو شماتة أم كلاهما؟ دافعت فيه أيضاً عن أيمن عودة الذي تعرض إلى لذعات شديدة من منصور عباس في الموقف الذي اتخذه إزاء قضية المطالبة بإبعاد عودة عن الكنيست.
والغريب في الأمر لم يسألني أي أحد لماذا أكتب عن أيمن عودة. وعندما أكتب عن الشيخ رائد يكثر الزعيق و"تفيع الدبابير" ويكثر القيل والقال، فقط لأنه الشيخ رائد. كفى هرطقات وسخافات.
كلمة أخيرة أود قولها للذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة: أنا صحفي وطني فوق الحزبية، لكني أدافع عن ديني وقضيتي ومجتمعي بكل ما أستطيع، وأقف مهنيا إلى جانب كل من يعمل بإخلاص لقضيتي وشعبي. " واللي مش عاجبو يضرب راسو بالحيط " هذا إذا كان له راس.
نقطة أول السطر.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio