خاطرة

 ازرعْ في حقلكِ قمحًا تحصد قمحًا ولن تضيره شوكة هنا أو هناك

زهير دعيم 11:04 11/11 |
حمَل تطبيق كل العرب

في زمنٍ تنتصر فيه لغة العنف على لغة القلوب، ويعلو فيه صوت السّلاح  السائب على صوت الحكمة والأخلاق، بات من الضروري أن نقف وقفة صدق ، لا مع غيرنا بل مع أنفسنا. فمجتمعنا  العربيّ في إسرائيل  يُستنزَف يومًا بعد يوم ، والدّماء تسيل في الشوارع بلا ذنْب، وكأنَّ الحياة فقدتْ قيمتها ، وكأنّ الإنسان لم يُخلق ليعيشَ ، بل ليفني الآخر وليزرع الحزن واليتم والمصائب.

لكن في هذا المشهد القاتم ، تظل المحبّة والأخلاق هما الزرع الصالح في حقولنا ، وهما القمح الذي لا تمسّه الشوكات ، بل تصقله وتُثبت أصالته . لا أحد يُولد بالكراهية ، ولا أحد يُجبر على الغدر، بل هي القيم التي نُغذي بها أبناءَنا منذ الطفولة ، هي التي تصنع الفرق. فالطفل يقلّد أباه فإن كان الأب صالحًا حتمًا سيتعلّم الطفل الصلاح ويعيشه .

نعم واقولها  بالفم الملآن وبصوت جهوري : من يزرع المحبّة لن يحصد سوى الخير. ومن يُربّي أبناءه على مخافة الربّ وعلى الرحمة وعلى احترام الآخر، سيضحي مجتمعنا حتمًا يرفل بالسلم والأمان والمحبّة. صحيح أن الشوك كثير ، وأن الأيادي الآثمة لا تزال تعبث في أمننا ، لكن الزرعّ الطيّب لا يموت ولا يذبل ،  والقمح لا يُهزم بشوكة مهما علت.

المطلوب من كل واحد فينا اليوم ، أن يكون مزارعًا للخير. أن نواجه القتل بالوعي ، والعنف بالتربية ، والإهمال بالمسؤولية . المطلوب أن نعيد للمحبّة مجدها ، وللأخلاق مكانها ولربّ السماء هيبته ، وأن نُدرك أن الصمت تجاه القبح مشاركة فيه .

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

تعالوا اذًا لنزرع قمحًا ، ولنُربِّ أبناءنا على الزّرع الطيب ، لأن المجتمعات لا تُبنى بالخوف ، بل بالأمل… ولن تضيرنا شوكة هنا او هناك ، ما دام في قلوبنا نبض حياة  وفي صدورنا عشق للسماء .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio