قصة

قِصَّة أَلطِّفله بدور

اسماء طنوس 17:05 04/11 |
حمَل تطبيق كل العرب

كانتِ الطـّفلةُ بـُدور تعيشُ بسعادةٍ في ظِلِّ والِدَيْها تـَشعُرُ بالمحبةِ والحنان والعطفِ . سعيدةً مُطـْمَئِنـَّة لا ينقـُصُها شَيءٌ . إِلى أن جاءَ يومٌ ونـَشبَ الخلافُ بينَ الوالدين , أدّى إِلى تعكيرِ الجَوِّ

وسوءِ التـّفاهُمِ , مِمـّا أَوْصَلَ بِهـِما إِلى الطـَّلاق . ومِن هُنا بدأَ مِشوارُ حياةِ بُدور يَسوءُ . فقـَد

فقدَتِ الحنانَ والعطفَ الذي رَضَعَتـْهُ من صَدرِ أُمـِّها . وازدادَ الحالُ سوءاً عندما تزوَّجَ والدُها مِن

امرأةٍ أُخرى , التي أَنجبَتْ لهُ فيما بعد بنتاً أَسْمَتـْها حُسُن . وَبَدأت بُدور تشعُرُ بالحُزنِ والأسَى

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

والكراهيةَ من خالتِها التي كانت تـُمَيـِّزُ إِبنتـَها عنها عن طريقِ معاملتِها السَّيِّئه , حَتـّى لم تعُد

قادِرةً على الاحتمال . فدَخلتْ غُرفتـَها وجَلـَستْ على الأرض تـَبكي وتـَذرِفُ الدّموعَ, وتـَلومُ

أَباها وأُمَّها وهي تقول :لماذا يا أبي طَلـَّقـْتَ أُمي وتركتـَني وحيدة حزينة !؟ أَلـَم تعرِف أَنكَ

ظلمتـَني وَظـَلـَمْتَ أمي!؟ وأصبحَتْ حياتي جَحيماً . وأنتِ يا أُمِّي لماذا أَنجَبتيني وتركتيني

لِوحدي! أنا بحاجةٍ إِليكِ. أنتِ الحنانُ والعطفُ والدِّفءُ, أنتِ الحِضـْنُ الذي أنامُ فيهِ, وأنتِ الصـّدرُ

الـّذي أَحني رأسي عليهِ . لقد فقـَدْتُ البَسْمةَ والفرحةَ , وأعيشُ في الذُّلِّ والعَذابِ والقَهرِ .

يا ربي أعطيني حَلاً لمشكلتي. لن أَسْتـَطيعَ التـَّحَمُّلَِ بَعْد . لا أقدِرُ أنْ اعيشَ مع خالتي التي تـُحِبُّ

ابنَتها أكثرَ مِنـّي , وتحرمُني من كـُلِّ شَيءٍ . ثـُمَّ تِّقومُ فَتـُنادي عليها خالتـُها لِتتغَذّى . وبعد أن

تناولتِ الخالةُ وابنتـُها حُسُن وبُدور طعامَ الغذاءِ , قالت الخالة لِبُدور : امسحي الطاولةَ وكـَنـِّسي

الأرضَ , وكانَ كلامُها بشكل أوامِر . وقالت لابنتها حُسُن : خُذي يـَمّا يا حُسُن لـُعبتـَكِ والعبي

فيها , بينما بُدور تنظرُ إليها والدُّموعُ في عَينـَيْها . ثمَّ أَخرَجَت الخالةُ من الكيسِ فـُستانًا وقالت

لأبنتها : تعالـَي يا قلبي , إِلـْبَسي هذا الفستانَ الجديدَ حتى أرى مقياسَهُ عليكِ , وقد اشتـَريتـُهُ لكِ

هديةً لعيدِ ميلادِكِ الذي سَيُصادِفُ غدًا . والطفلةُ بُدورُ تنظرُ بحُزنٍ وتزدادُ حَسْرَةً وحُزناً .

وفي اليوم الثّاني جاءَ عيدُ ميلادِ الطفلة حُسُن , وكانت الطّاولةُ مُجَهَّزةً , وعلَيها مزهرِيَّةٌ فيها باقةُ

الزُّهورِ الْجميلةِ , الشُّموعُ والْكعكةُ الْجميلةُ الْمكتوبُ عليها اسمُ حُسُن وعيدُ ميلادٍ سعيد. تـَجمّع

أفرادُ الْأُسرةِ الْأبُ والْخالة وابنتـُها حُسُن والطِّفلة بُدور , وطلبتِ الأمُّ من ابنتِها إِضاءَةَ الشُّموع

(سِتُّ شَمعاتٍ) . وبَدءا يُغَنـّيان لها  هابي بيرْث دي تو يو , هابي بيرث دي تو حُسُن . والأبُ

وهوَ يُغَنـّي كانت عيناهُ على ابنتِهِ بُدور الّتي رَفـَضـَتِ الغِناءَ , ونـَكَّـسَتْ رَأْسَها إلى الْأرض . ثـُم

أَطفأتْ حُسُن الشـُّموعَ . وأمْسَكـَتْ السِّكينَِ لِتـُقـَطـِّعَ الْكعكةَ بمُساعَدةِ أُمِّها . ثـُمَّ وَضـَعَتْ كـُلَّ قِطعةٍ

في صَحْن . وقـَدَّمَتْ لأبيها ثـُمَّ للطِّفلةِ بُدور الَّتي رَفـَضـَتْ أن تأكلَ الْكعكةَ لأنَّها شـَعَرَت

بالتَّـمييزِ وعَدَم اهْتمام بها . وهَيَ ترى ما فعلا لِحُسُن , وهِيَ تنظُـرُ إِلَيها بأَلَم وهِيَ لابسة

الْفستانَ الْجديدَ وعلى رأسِها التّاجُ الْمُزَخـْرَفُ الْجميلُ . وهُما يُعايـِدانِها : مبروك الْعيدِ والْعاقِبَةُ يا

ربّ للْمِئـَةِ وَالْعشرينَ سنَة . وبَعدَها تـَدْخـُل بُدورُ غرفَـتـَها , تركـَعُ على الأرضِ وتَبكي وتَقولُ :

يا رب خَلـَِّصْني مِن خالتي , لا أستطيعُ الْعَيْشَ مَعَها بَعدَ الْيوم , تـُعامِلُـني مِثْـلَ الْخَدّامةِ , وكُـلُّ

شُغْـل الْبَيتِ مَطلوبٌ مِنـّي ،ْ وتـُحِبُّ ابنتَـها أكثَـرَ مِنّـي , وتَشتَري لَها الْفَساتينَ وتـَعملُ لَها أعيادَ

ميلاد , وأنا لا أحَدَ يَذكـُرُني وكَـأنّي غَيْرُ مَوْجودٍةٍ . حَتّى أبي أصبحَ يُحبُّها أكثرَ مِنـّي . لِمَن أَشكي

! يا رَب ارْحَمني وساعِدني .

فَتَسمعُ خالتُـها منَ الْمَطبخ صَوْتَها وتخرُجُ فَتَراها راكعَة وتَبكي . فَتَصرُخً بِها : ما بـِكِ يا بـِنتْ

!؟ ماذا أصابَكِ! ولِماذا تَبكينَ؟ ماذا ينقـُصُكِ؟ يَكفي أنَّكِ تَعيشينَ عِندَنا , تأكلينَ وتشربينَ , وإلّا

كُـنتِ في الشَّـوارِعِ مَرْمِيَّة لا يوجدُ مَن يَرعاكِ. وَاللّا يُمكِنُ غِرْتِ من بِنتي حُسُن ومِن عيدِها؟

وإِذا بِالْأبِ يسمعُ الْكلامَ ويَقفُ بِزاويةٍ خَـفِيَّةٍ ويَسمَعُ كُـلَّ الْكلام لِلْآخِر . وإذا بِالْخالةِ تـُهَدِّدُها

وتقولُ لَها إذا لم تـُعجبُكِ هذِه الْعيشةِ أَريني عَرْضَ أكتافِكِ واللّـهُ يسَّهِلُ عَليكِ , إِلْحَقي أُمَّكِ ورَيِّحينا

مِنكِ. خَلـّي بنتي تأْخـُذُ عِزَّها . يدخـُلُ الْأبُ ويقفُ في الوَسَطِ مُتـَعَجِّبًا وهُوَ ينظُرُ إلى زَوجتهِ

بِلَـوْم قائِلاً : أنا سَمِعْتُ كُـلَّ الْكَلام , لَم أكـُنْ أَعرفُ كَـيْفَ كُـنتِ تُـعاملينَ ابنَتي بُدور بهذِهِ

الْمُعامَلةِ السَّيئَـة . ولِهذا السَّببِ كـُنتُ أرى بُدورَ حَزينة دائمًا وخاصة في عيدِ ميلادِ حُسُن. لم

تُـشـْعِريها بِالْمَحبَّةِ أبدًا , وكانَت تتجَرَّعُ السُّمَّ , وتشعُرُ بِالذُّلِّ بِسَببِكِ . يَجِبُ أن تَعلَمي أنَّ بُدورَ

إِبْنتي وأنا أبوها , وهِيَ جُزْءٌ مِنـّي ومِن قلبي وأنا أحْبَبتـُها قَبلَما أحببتـُكُم , ولَها الْحَقُّ بِالْعَيْش

مَعَنا وان تَحْظى بِالْحنان والْعََطفِ . ثـُمَّ يأخُذُ ابنتَهُ بُدورَ في الْأحْضان ويُقـَبّلـُها ويطْـلُـبُ مِنْها

السّماحَ لأنّهُ أخْطأَ تِجاهَها وتِجاهَ أُمِّها الْمُطلَّقَه. وقال : لم أكـُن أعرفُ أهَميةَ الأُْمّ لأوْلادِها.

سامِحيني يا ابنَتي وأَعِدُكِ أنَّـني سَأُعَوِّضُ لكِ كُـلََّ الْحنان الَّذي فَقَدتيهِ وسَأشتَري لكِ أحْلى فُستان

وأجملَ تاج , وسأعملُ لَـكِ أحلى عيدِ ميلادٍ, وسَأدْعو كُـلَّ الْأطفال لٍلْحَفلةِ . ثـُمَّ يُوَجـِّهُ الْكلامَ لأُمِّ

حُسُن لِتـَهْديدِها وتَصليحِ سُلوكِها قائلاً لها : مِنْ هذا الْيَوْم إعْتبَِري بُدورَ ابنتَكِ , وإِيّاكِ أن تُـفـَرِّقي

بَيْنَها وبينَ ابنتِكِ حُسُن , وإلّا سُيُصيبُكِ ما أصابَ زَْوجتي السّابقـَة , هَلْ تفهمين ؟

فتقترِبُ أمُّ حُسُن وتعتـَذِرُ للطِّـفلةِ بُدور وتطلُـبُ مِنـْها السَّماحَ قائِلَةً: سامِحيني يا حَبيبتي , فَأنتِ مِن

الْيَومَِ ابنَتي وأَنا أُمُّكِ , وسَأسْمعُ مِنكِ كَلمَةَ ماما عندَما تـُنادينَـني , وسَأُُعََوِّضُ لكِ كُـلَّ

خـَسارةٍ أغمُرُكِ بِالْعَطفِ وَالْحنان , فأنتِ وحُسُن سَتكونان أُختَـَيْنِ سعيدَتـَيْنِ . الواحَِدةُ مثلَ

الأُخرى, لا فَرْقَ بينكما في الْمُعامَلةِ أو الْمُشتَرَياتِ. وسَنَحتفلُ بِكُـما في كُـلِّ سَنَةٍ في عيدِ ميلادِ

كُـل مِنكُما .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio