مررت بإحدى القرى زمن انتهاء الدوام المدرسي، ورأت تلاميذ صغار اعتقد جازما انم تلاميذ مرحلة ابتدائية يتشاجرون في الشارع ومن حولهم تلاميذ يشجعون كل من الطرفين ويصرخون ولا تدخل من قبل المارة لفك الشجار او النزاع، فتوقفت بسيارتي وطلبت فك الاشتباك وتجاوبوا معي، وسألت نفسي، لماذا لا يجوب قسم من المعلمين بسياراتهم شوارع القرية كجزء من وظيفتهم لضمان رجوع تلاميذهم بأمن وأمان الى بيوتهم؟ أين الشرطة الجماهيرية في قرانا وما هي وظيفتها اذا لم يكن الحفاظ على الأمن والأمان؟ وأين موقف لجنة أولياء الأمور مما يحدث من عنف في المدارس دون النشر والتحدث عن هذا الموضوع؟ وسألت نفسي ما الذي يجعل تلاميذ صغار السن يتشاجرون بشكل جماعي؟ وهل ما يرونه من طوشات بين عائلاتهم يؤثر سلبا على تصرفاتهم؟ وهل الاحتقان والتوتر العائلي في بلداتنا ينعكس سلبا على سلوكيات تلاميذنا وطلابنا في مدارسهم؟ وإذا كان هذا الامر صحيحا , الويل ثم الويل لمجتمعنا الذي يورث العصبية والطائفية لابنائه؟
تحدثت كثيراً في الماضي عن أهمية المدرسة وقضية التعليم، لما لها من أهمية بالغة في بناء شخصية ووعي الطالب وتقويم سلوكه، ولكن الوضع للأسف هذه الايام لم يتغير بل يزداد ضعفاً وسوأ، وعلى ما يبدو أن هناك من يعمل على نخر جسد المدرسة العربية من الداخل ويتعمد فشلها ووضع برامج فاشلة قسراً بأيدٍ خفية بما يتفق وأيديولوجيات يحملونها، فهناك خلل كائن في البنية التحتية من مبانٍ قديمة غير صالحة، ومناهج تعليمية لا تتلاءم متطلبات العصر وقسم من المعلمين غير مؤهلين جيداً وقيادات في سلطاتنا المحلية كذلك وضعت في غير محلها.
طلاب وأهاليهم أحيانا يعتدون ويهنون المعلمين , طلاب يعتدون على بعضهم البعض، والفوضى عارمة، وطلاب في الصفوف العليا يصلون المدرسة ولا يدخلون الصفوف، والأهالي والهيئات التدريسية وقيادات المجتمع تقف مكتوفة الأيدي وعاجزة عن عمل أي شيء، وكأن الامر لا يخصهم ولا يهمهم، ما هذه الحالة المزرية التي وصل إليها مجتمعنا؟؟؟ فهل من منقذ؟
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio