خاطرة

لا تشته ما لغيرِكَ

زهير دعيم 16:22 07/09 |
حمَل تطبيق كل العرب

كم تمنّى رئيف أن يكون لديه حاسوب يُعينه في دراسته ، ويملأ

من خلاله أوقات فراغه ، فهو كما كلّ طلاب المدرسة الابتدائية

في هذه الأيام يُحبّ أن يسافر في دنيا القصص ورياض الشِّعر

والالعاب والأغاني والمراسلات والمواد العلميّة والأدبيّة. وكلّ

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

هذه الامور متوفرة في الحاسوب ، هذا السّاحر العجيب!!!.

ولكن كما يقول المثل الشّعبيّ  العين بصيرة ، واليد قصيرة 

فالفقر يسكن في بيتهم ولا يريد أن يفارق ، فيُضطرّ رئيف أن

يستعين في بعض الحالات بحاسوب جاره وتِرب صباه ماهر ،

الذي يسكن في البيت الكبير والجميل ، والقائم قبالة بيتهم ، فيذهب

اليهم خَجِلا ويطلب منهم أن يجلس الى حاسوبهم بعض الدّقائق

لحلّ وظيفة ما.

والجيران طيّبون ، ظرفاء ، يقابلونه بالابتسامات وبكأس من

العصير المُثلَّج والكعك الّلذيذ والفواكه الشّهيّة.

ورئيف يحبّ العصير والكعك والفواكه ، ومع هذا فكثيرًا ما كان

يرفض ويتمنّع ، رغم الحاح الجيران.

كان رئيف يجيل ببصره في الصّالة الواسعة ، وفي اللوحات

الجميلة المُعلَّقة على الحائط ، وفي الأثاث الفاخر الآتي من

اوروبا، وتبهره الثُّريّا الجميلة المُدلاة من السّقف، فيتأوه بصمت

 يا الهي ما أجمل هذه المشاهد!!! ثُمّ يروح يسأل بصمت لماذا

لا يكون عندنا مثلها ؟

لماذا هم يعيشون في نعيم ونحن في ........

ولكن سريعا ما يسمع صوتًا من داخله يقول : " على رِسلِكَ ،

فالشّريعة الإلهيّة تقول : لا تشتهِ 

ويهزّ رئيف رأسه قائلا: حقًّا ، علينا ألا نشتهي ما لغيرِنا .

في أحد الأيام ، وبينما كان رئيف عائدًا لوحده من المدرسة ،

رأى على الرّصيف القريب من بيتهم محفظة نقود ، فارتعش وهو

يتناولها ويفحص ما فيها.

إنّها مملوءة بالأوراق النقدية من كلّ الالوان والأنواع ، اوراق

يعرفها واوراق لا يعرفها .

دسّها رئيف في حقيبته وتابع سيره.

دارت الأفكار في رأسه ...إنّه أضحى غنيًّا ، وبمقدوره أن

يشتريَ حاسوبًا ودرّاجة حمراء ، وأن يُحسّن ظروف عائلته.

ويعود إليه الصّوت الداخليّ الهامس يُؤنّبه : تمهَّل ، فالمحفظة

ليست لكَ. ويشدّ رئيف الحقيبة الى صدره ويعود الى البيت

مُسرعًا.

وفي مساء اليوم ، وبينما كانت العائلة مُلتفّة حول مائدة الطعام ،

قُرع جرس الباب ، فقام رئيف ليفتح ، فإذا به أمام جاره أبو ماهر

وصديقه ماهر .

عانق أبو ماهر رئيف بحرارة قائلا : ما أروعكَ يا ولدي ...ما

أروعك !!.

هبّ أبو رئيف عن مائدة الطعام لاستقبال الجار الضيف ؛ هذا

الجار الذي لا يزوره الا نادرا ، فصافحة أبو ماهر بحرارة وهو

يقول : أهنئك يا جارنا على ابنكم رئيف ؛ هذا الصّبيّ المُهذَّب

والأمين ، أهنئكم وأرجوكم أن تقبلوا منّا هذه الهدية المتواضعة .

وما أن أكمل ابو ماهر حديثه ، حتّى دخل شابٌّ يحمل حاسوبًا

جديدا ، فيما راح ابو رئيف وزوجته ينظران الى رئيف تارة

والى ماهر وأبيه أخرى والحيْرة تملأ الكيان.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio