"بدنا كمان بدنا كمان.. " راح يردد الجمهور في قاعة مركز محمود درويش الثقافي عندما أنهت الفنانة دلال أبو آمنة وصلتها الأخيرة في السهرة الختامية لـ "مهرجان العود الدولي التاسع" في الناصرة.
منذ البداية بدا الإقبال المكثف على الحفل حيث تجمع الجمهور أمام أبواب القاعة بالمئات لمشاهدة عرض "بساط الريح" ورأينا موظفي دائرة المراكز الجماهيرية يتنقلون من مكان إلى مكان ويتفحصون ويعتذرون للمتصلين قائلين إن التذاكر قد نفدت.
وكان الإعلامي نادر أبو تامر قد افتتح العرض مشيرا إلى أهمية الطرب الأصيل في الأيام التي بات فيها هذا المشهد نادرا في فضائياتنا قائلا إن مائة فيديو كليب تموت وتتلاشى ويبقى صوت أم كلثوم وروائع فيروز، وآلاف الفيديو كليبات تندثر قبل أن تموت قصائد محمود درويش.
وشكل عرض الفنانة التي تشارك للمرة الثانية في المهرجان روائع غنائية لكبار المطربين في العالم العربي برمته، حيث أدت الفنانة وفرقتها بإدارة عازف القانون سامر بشارة أغاني تفوح علينا بشذى الطرب العربي الأصيل.
وراحت تشدو المطربة سلسلة من أشهر الأغاني التي تعشقها الجماهير العربية في شتى أماكن تواجدها.
بدأ العرض بأغان من أيام العصر الأندلسي الذي شهد ازدهارًا كبيرًا للثقافة والموسيقى العربية. ومن هناك انتقلت إلى العصر العثماني صاحب البصمات الواضحة على الموسيقى العربية ثم إلى شمال إفريقيا وبلدان الخليج العربي وبلاد الشام وفلسطين.
في القسم الثاني طافت بنا المطربة عبر روائع من الموسيقى اللبنانية والمصرية مع الإشارة إلى أن "بساط الريح" الذي يأخذنا من قطر إلى آخر هو اسم لإحدى أجمل أغاني الموسيقار الكبير فريد الأطرش فكان من الطبيعي أن ينتهي الحفل بأغنية بكتب اسمك يا بلادي.
الأغاني التي أدتها المطربة في الحفل الختامي من "مهرجان العود الدولي التاسع":تحدث في الليلة الختامية من المهرجان رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي ووزير العلوم والثقافة والرياضة غالب مجادلة اللذان وجها تحية إلى الجمهور الذي يأتي بمئاته لمشاهدة هذه العروض الطربية العريقة في مركز محمود درويش في الناصرة.
وقد صفق الجمهور مطولا عندما أعلن عريف الحفل نادر أبو تامر عن أن بساط الريح سرعان ما تحول إلى بساط الروح... وانبساط الروح.يُشار إلى أن الفرقة التي شاركت المطربة سهرتها تكونت من شباب موهوبين وشابات موهوبات أشرف على قيادتهم عازف القانون سامر بشارة.
وأشار نادر أبو تامر إلى أن أهمية "مهرجان العود الدولي التاسع" تعود إلى أنه يعطي فرصة هامة في الانتشار للفنانين المحليين الذين يتوقون للتواصل مع ما وراء الحدود وبالتالي فالمشاركة في المهرجان تفتح الباب على مصراعيه أمام مثل هذه الفرص.