اخبار محلية

حذاء في وجه أمريكا- جابر الطميزي

16:41 22/12 |
حمَل تطبيق كل العرب

... في زمن القهر والتخاذل والانحطاط والردة ، تتفتق أذهان البسطاء من الناس عن كثير من العجائب والغرائب تعبيرا عن رفض الواقع المؤلم المسلط على رقاب العباد من جلاديهم ، إن كان هذا الجلاد من أبناء جلدتهم أو مستعمرا أجنبيا ، حيث أبدع الشعب العربي المصري النكات رفضا لظلم حكامه وطواغيته على مر التاريخ ، وأبدع الشعب العربي الفلسطيني ثورة الحجارة في وجه صعاليك هذا الزمان حيث أصبح الحجر يباع بدينار، وأبدع الشعب العربي العراقي ثورة النعال في وجه جلاوزة وعتاة الشياطين الجدد في البيت الأسود الأمريكي وعبيدهم في عراق العروبة ، حتى أصبح الحذاء يباع بعشرة ملايين دولار.... نعم لقد أصبح ثمن حذاء بطل من أبطال العراق يساوي ثمن ناقلة نفط من ناقلات نواطير النفط في هذا الوطن العربي الممتد من البحر إلى البحر ، هذا الوطن المنكوب حتى النخاع الشوكي المتمثل في جسد كل واحد من هذه الأمة الكريمة والعزيزة والعظيمة بانجازاتها على مر الأزمنة والتاريخ ، والتي ذُلت على أيدي نواطير نصبوا وسلطوا على شعوبها ، والذي اصطلح زورا وبهتانا بالشارة لهم بالحكام والسادة ، وهم في الحقيقة المطلقة ليس بحكام ولا بسادة ، بل هم مجرد خدم وعبيد مستخدمين في سوق نخاسة سيدهم ومليكهم وولي نعمتهم وحافظ عروشهم أنكلهم سام .... نعم فليعلم كل طغاة الأرض ، إن ما قام به الرفيق المهدي منتظر ، إلا تعبيرا رمزيا عن كل ما يجول في نفوس وعقول وقلوب كل شرفاء وأحرار العرب والعالم على امتداد الأرض من مشارقها إلى مغاربها ، ضد مجرم حرب فاشي ومصاص دماء ، تزعم عرش اكبر دولة فاشية ومجرمة في التاريخ المعاصر ، وارتكبت أفظع المجازر والموبقات بحق الشعوب ، وزرع الدمار والخراب في كل العالم ، وها هي جرائمه في يوغسلافيا وأفغانستان ولبنان وفلسطين والصومال والعراق ماثلة في إبادة وتشريد ملايين المدنيين أطفالا ونساء وشيوخا ، حيث دمر العراق وسرق خيراته ، وحرم شعبه من رغيف خبز ، وأطفاله من حبة دواء أو شربة ماء نظيفة ، وزرعت أسلحة الدمار الشامل الفتاكة والغبية والمحرمة دوليا ، الدمار والبؤس والخراب في كل بيت وفي كل زاوية من ارض العراق العظيم ، وبذرت الحزن والبؤس والخوف والجوع والمرض والموت في كل بيت عراقي ، فلم يبق بيت في العراق إلا وفيه يتيم أو أرملة أو ثكلى ، وها هي الفضائح والجرائم التي شرعها بوش وشركاءه في الإدارة الأمريكية وخاصة المجرم رامسفيلد ، والأساليب الوحشية الفظيعة التي ارتكبت على أيدي عسكرهم وشركاتهم الأمنية وعملائهم ، في المعتقلات وخاصة سجن أبو غريب ماثلة ومحفورة في ذاكرة الأجيال كجرائم حرب لن تنسى ولن تغفر ، حيث تعرض المعتقلين إلى الضرب الهمجي المميت ، والتعذيب الوحشي بالكلاب وبالصعق الكهربائي ، والحرمان من النوم وممارسة الإذلال الجنسي والشذوذ ، وما زال آلاف العراقيين الأحرار وغيرهم في السجون والمعتقلات الأمريكية في العراق وفي سجن اغوانتنامو وغيرها ، يرزحون في ظروف اقل ما يقال عنها أنها مأساوية وغير إنسانية ، حيث قامت إدارة السجون الأمريكية وعن سبق إصرار وترصد بهتك أعراضهم والنيل من كرامتهم الإنسانية ، حيث أرادوا من ذلك طعن العرب في صميم كرامتهم وتحطيم كبريائهم كأمة لا تقبل الضيم والمهانة والذل مهما كلفها ذلك من ثمن.                      ... إن ردة فعل الشارع العراقي خاصة والعربي عامة ، بتعبيرات غامرة من الفرح والسرور الممزوج بالغضب والاحتقار إلى بوش وإدارته وسماسرته وخدمه ، الذين يتسولون البغاء والعهر في العديد من العواصم العربية ، إلا تعبيرا عن أن إرادة هذه الأمة قوية وحية في وجدان الأحرار من أبنائها ولن تقهر أبدا ، وما التضامن المتمثل في هبة المحامين العرب وأعضاء البرلمانات العربية والكتاب والمثقفين في الدفاع عن الزيدي ، محذرة من المساس به والمطالبة بالإفراج الفوري عنه ، وتشكيل هيئة دفاع دولية زادت على مأتي محامي عربي وأجنبي ومن بينهم أمريكيين ، وما عرضه المواطن العربي السعودي حسن محمد مخافة ووجهاء ومشايخ عشيرته بدفعه عشرة ملايين دولار ثمنا لحذاء الزيدي حيث اعتبر هذا الحذاء وسام حرية ، إلا تعبيرا حيا على أن ما قام به الرفيق المهدي منتظر هو اقل ما يكون من (واجب) وداع يليق بمجرم حرب قتل ما يزيد على مليون ونصف المليون من أبناء العراق ، وهتك أعراض أعداد لا تحصى من الماجدات العراقيات وأعراض المقاومين الأبطال ، وإنها لنهاية موفقة لحقبة رئيس مجرم ارتكب أفظع الجرائم بحق شعوب العالم وخاصة الشعب العراقي.... نعم سيخلد التاريخ حذائك أيها الرفيق المنتظر ، كما سيخلدك شعبك وأحرار العالم يا بطل العراق والعروبة ، وسيدفن في مزابل التاريخ كل الجبابرة والطغاة المحتلين والمجرمين والقتلة والأقزام المتخاذلين ، وسيعلم المجرمين والخونة والمساومين على أوطانهم وأعراضهم ، أن مجملهم أحقر من شعس نعل حذاء مقاوم كالمهدي منتظر الزيدي ، بل أن شعس نعله أطهر من أطهرهم ، واشرف ألف ألف الف مرة من المتاجرين بمصائر الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها.... فليوضع حذاء المنتظر في المتحف الوطني العراقي ، أو ليبنا له نصب في إحدى ساحات بغداد الرشيد ، تخليدا للحالة الرمزية التي جسدها هذا الحذاء ، في إهانة الزعيم المجرم المتغطرس ، وفي استرجاع ولو جزء يسير من كرامة امة أهدرها مرات ومرات على مدى ثمان سنوات ، رئيس الدولة الأقوى والأعظم في العالم ، دولة الشياطين الكبار وزعيمة العالم الحر المتحضر؟؟؟؟؟؟. ... كل التحية والسؤدد والفخار لهذا البطل العربي ألأممي المقدام ، ولكل الذين يرفعون أحذيتهم في وجه الطواغيت ، والخزي والعار لمن يساقون كما الإبل والأنعام ورؤوسهم مطأطئة إلى الأرض ومدفونة في الرمال.       

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio