نرى من خلال التقارير الكثيرة التي تتناولها وسائل الاعلام على مختلف انواعها، ان انطلاقة الفنان المحلي في بلادنا تكون صعبة للغاية، وان صراع البقاء الذي يعيشه الفنان للمحافظة على مكانته في الساحة الفنية يكون مليئا بالعقبات والتحديات، ولو نظرنا الى سيناريوهات انطلاقة الفنانين فاننا نجدها متشابهة الى حد كبير، وهذا الامر ينطبق ايضا على الفنانة نسرين قادري من حيفا، لكن حبكة قصتها مختلفة ونادرة كونها الفنانة العربية الوحيدة التي تعيد امجاد الغناء الشرقي الاصيل لعمالقة المطربين القدامى الى جمهورها لكن... من الوسط اليهودي في الحفلات والمهرجانات والمناسبات، وكان لنا معها هذا اللقاء.في البداية تحدثت الفنانة نسرين قادري ابنة التسعة عشر ربيعا عن خطواتها الاولى في عالم الفن وقالت ان تجربتها الغنائية بدأت في المدرسة حين التحقت بالجوقة المدرسية عندما كانت في الثامنة من العمر، ومع مرور الوقت ازداد حبها للغناء وللموسيقى وشاركت في احد مهرجانات الكرمل، وبعد ان وجدت بانها تملك مقومات الفنان من ناحية الصوت والاداء قررت الاستمرار في هذا المجال بالرغم من معرفتها ان طريق الفنان ليس بالسهل، لكنها استمرت في مشوارها وشاركت في مهرجانات امسية الليلة الاولى، كما قالت نسرين، حتى تعرفت على فنان يهودي مشهور من اصل مغربي واعجب بصوتها كثيرا وعرض عليها فكرة الانضمام الى فرقته الموسيقية قبل نحو عامين. فطموحاتها كبيرة جدا منها الحصول على الشهرة وتحقيق ذاتها والوصول الى القمة، واكدت بانها لا تغني من اجل المال انما لتوصل صوتها وتحقق نجاحها.طلبت من نسرين ان تعود بذاكرتها الى الوراء وبالتحديد الى اولى حفلاتها التي احيتها للمواطنين اليهود وغالبيتهم من اصل مغربي وعراقي، وقالت: "اعجب الجمهور كثيرا بصوتي وبادائي من اولى حفلاتي وهذا الامر حفزني للاستمرار في المجال الفني وغنيت في بلدات كثيرة امام الجمهور اليهودي حتى اليوم ومنها ايلات، بئر السبع، اشدود، اشكلون، حيفا وبلدات يهودية اخرى. اغني للوسط اليهودي لانقل له تراثنا وعراقتنا واصالتنا وبطبيعة الحال فان الصوت العربي الاصيل وحده القادر على عكس صورتنا الاصيلة ونقل تراثنا.غنيت ايضا في بلدات عربية منها رام الله وبيت لحم مع فرق عربية مشهورة في مناطق السلطة الفلسطينية".وفي معرض سؤال عن رهبتها من الجمهور اليهودي خشية عدم تقبلها، قالت نسرين: "على العكس الجمهور اليهودي تقبلني بشكل ممتاز وهو يقدرني كثيرا لانني اؤدي اللون الذي يحبونه فالمواطنون اليهود المغاربة والعراقيون يحبون كثيرا الاستماع الى اغاني فريد الاطرش وام كلثوم وعبد الوهاب ووردة وغيرهم من العمالقة، واشعر ان الاغاني تعيد جمهوري الى الزمن القديم فهم يقدرون الفنان والفن ويحترمون صوتي وقدراتي كثيرا". وتابعت حديثها: "بالنسبة الى الرهبة او الخوف من الوقوف على المسرح، فلكل فنان توجد رهبة معينة من المسرح ويتملك الخوف نفس الفنان لبضع لحظات لكن سرعان ما يتبدد هذا الخوف عندما يبدأ الجمهور بالتفاعل مع الفنان الامر الذي ينعكس على نفسيته ويجعله يحسن في ادائه وعطائه الفني فيشعر الفنان بنوع من الارتياح".ومضت نسرين في حديثها ردا على موقفها من عمل الفنان ومكانته في الوسط العربي: "المجال الفني محدود جدا في الوسط العربي وانا اقول ذلك من تجربتي الخاصة فانطلاقتي كانت من الوسط العربي في بلادنا لكنني لم اتطور فيه ومقارنة مع مناطق السلطة الفلسطينية فالوضع هنالك افضل بكثير وتطور الفنان اكبر ومجال التقدم اوسع والغالبية العظمى من الفنانين المحليين اجمعت ان تقدم الفنان في وسطنا العربي محدود. لا تنقصنا اصوات جميلة ولا قدرات لكننا نفتقر للادوات اللازمة التي تمكن الفنان من الوصول والتقدم منها الجهات الداعمة غير الموجودة، والحفلات والامسيات الكبيرة ولا نعرف من هو الملام هل المؤسسات والمسؤولون ام الجمهور؟. وهنالك من يحاول تحويل الفنان المحلي العربي الى سلعة لكنه يفشل حتى في ذلك".غالبية الحفلات التي تشارك نسرين في احيائها تكون في منطقة المركز والجنوب، وعن صعوبات التنقل وظروف العمل قالت: "طبيعة عملي صعبة للغاية وساعات العمل طويلة ومتواصلة واغني في غالبية الاحيان وصلات غنائية طويلة تتراوح مدتها من 3 الى 4 ساعات، وهذا امر مرهق، لكنني استمتع بغناء وصلة طويلة لام كلثوم... عائلتي تدعمني وتقدر عملي وظروفه عندما اغيب عن المنزل لساعات طويلة لكن المجتمع العربي ينقسم بين مؤيد ومعارض ليس فقط بالنسبة لقضية غناء الفتاة، انما لدمج المرأة في سوق العمل بشكل عام، فكيف بالحري عندما يدور الحديث عن الغناء، فالمجتمع لا يرحم وهذا الامر يزعجني كثيرا، لان الجمهور لا يفرق بين فن وفن وينظر الى كافة الفنانين بمنظور واحد، واريد ان اذكر الجميع بكبار المطربات امثال ام كلثوم، وردة، فيروز، نجاة الصغيرة، وغيرهن اللواتي قدمن فنا اصيلا راقيا ولا يزال الكبار يستمعون اليهم حتى يومنا هذا بتلهف". بطاقة فنان:الاسم : نسرين قادريتاريخ الولادة: 2/9/1986هوايات: التمثيلافضل مطربة راحلة: ام كلثومافضل فنان معاصر: اصالة وعاصي الحلانيافضل فنان محلي: عصام قادري (لا توجد قرابة عائلية)افضل ممثل: توم كروزافضل فيلم: I still knowيفرحني: الامل والتفاؤل في الحياةيحزنني: النظر الى انسان حزين
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio